|
الافتتاحية من يرضي?! وكيف..?! هذا الهاجس الثلاثي التشعب يجعل البرلماني العربي يدخل هذا المعترك ويخرج منه دون فعل يذكر, غارقاً في المتاهة ذاتها, من يرضي..?! وكيف..?! لاشك أن المهمة المنوطة بهذا الإنسان العربي معقدة داخل وطنه ومجتمعه.. صعبة جداً.. وإذا كان الكثير مما يثار حول عمل البرلمانيين العرب على الصعيد الوطني (القطري) صحيحاً إلى حد ما.. فإن ارتباك البرلماني أمام أحجية من يرضي, وكيف, هي حالة ليست غائبة عن برلمانات العالم... ومعاقل الديمقراطية المزعومة.. لكن.. لاشك أن الأمر مختلف... مظهرياً وفعلياً.. أما على الصعيد القومي.. ونحن اليوم أمام افتتاح الدورة العادية الثانية للبرلمان العربي الانتقالي.. نرى أن فعلاً سياسياً كبيراً ومهماً جداً يستطيع هذا الاتحاد أن يقوم به, فيصل إلى رضا ضميره القومي وهذا ليس أضعف الإيمان.. بل هي المهمة المقدسة التي لا يشغلنا عنها أن نعرف: كيف جاء إلى هنا ومن رشحه. إن البرلمان العربي مؤسسة سياسية تشريعية قومية يمكنها أن تكون فاعلة, وتستمد قوتها من كونها في الموقع الوسط بين الشارع والسلطات العربية أو هكذا يجب أن تكون على الأقل... ونرى: أن البرلمانيين العرب يمكنهم أن يحققوا حالة إيقاف ضياع الفرص بالنسبة للكثير من الأمور التي يمكن ألا تعترض عليها هذه السلطة العربية أو تلك... إنما هي فرصة ضائعة لأنه لا أحد يتابعها, ولا أعتقد أن الحكومات العربية سترفع صوتها في الاعتراض وترفض منح الرضا إن سعى البرلمان العربي لايجاد رؤية عربية واحدة تجاه قضايا الأمة ولو بمعطى نظري فقط. خلافات الحكومات العربية .. سياسية.. واختلافها مع طرق وأساليب الانتخاب والتمثيل خلل في حصول المواطن على حقوقه السياسية. وهي جزء من حقوق الإنسان وليس كلها..فإذا كانت هذه صعبة, وقد تعوق الموافقة على طلب الرضا..فإن بقية حقوق الإنسان لن يظهر القادة العرب وحكوماتهم خلافات عليها.. وكثير منها لا يختلفون عليه..وهي بحر تستطيع أن تطفو على مياهه وتسير بقوة دفع أمواجه أكبر السفن التي تتجاوز بحجمها ووزنها وامكاناتها البرلمان العربي بصيغته الراهنة الانتقالية.. وبصيغته القادمة الدائمة. أيها السيدات والسادة نحن المواطنين العرب نواجه: الفقر إلى درجة الجوع.. والبطالة إلى درجة الهجرة في البحار المجهولة, ومواجهة الموت.. وتردي التعليم والثقافة إلى درجة الأمية..وتردي الوضع البيئي إلى درجة انعدام الصحة..و..و..وما أكثر ما نواجهه من حقوق الحياة المهضومة إلى درجة أن نشعر بسخرية أولئك الذين يبحثون عن حقوقنا السياسية تحت عنوان (حقوق الإنسان). لا أنفي أبداً أن ثمة علاقات فعلية وكبيرة بين مواجهة هذه التحديات الحياتية..وموقف الحكومات العربية والتحديات السياسية..لكننا نؤمن أن ثمة فرصاً متاحة تحتاج من يفعّلها..ويستطيع العرب أن يلتقوا في العديد من الصعد ويقوموا بفعل أساسي ومهم في حياتهم المشتركة كعرب..دون احتجاج الحكومات ودون حاجة لطلب الرضا.. هل نحن نخرج بما قدمناه عن المهمات المفترضة للبرلمان العربي كمؤسسة سياسية غير معنية بالفقر والعلم والصحة والبيئة?! بل نحن نقول: إنها أعرض بوابة لدخول البرلمان العربي إلى الفعل السياسي الكبير في الحياة العربية. a-abboud@scs-net.org |
|