تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أي اتحاد تريده شعوب أوروبا ..?

لوموند
دراسات/ترجمة
الأحد 13/11/2005م
ترجمة : سراب الاسمر

الأنسب لنا أن نعرف لرئيس المجلس الاوروبي جوزيه مانويل باروسو على انفراد معنى السخرية الذاتية, فبعد (الكلا الفرنسية والهولندية على استفتاءات ايار الماضي لم يعد من داع للتفكير كثيرا).

منذ ستة أشهر تقريبا والاتحاد الاوروبي لم يقدم شيئا, فهو ينتظر أن تغير الشعوب رأيها بشأنه.‏

تسيطر على بروكسل فكرة وحيدة يحكم من خلالها على كل شيء منذ ايار المشؤوم: التغلب على الشعور بالكبت المهيمن ازاء الوضع الديمقراطي والنمو والتقدم الاجتماعي في اوروبا. نعم, ولكن كيف? أيكون ذلك بتغيير السياسة? إن الحل الافضل هو في السعي الى اللحظة التي يكون فيها المواطنون بكامل قدراتهم العقلية. حاليا نلاحظ وجود علاجين سلوكيين ساريي المفعول بهذا الصدد.‏

اولا: التواصل. (الاستراتيجية الجديدة) التي كشف عنها المجلس الاوروبي في حزيران الماضي بهذا الصدد دلت على ذكاء نادر.‏

والمقصود بذلك إقناع الاتحاد التأكيد على صمود جميع حسنات البناء الاوروبي الناتجة عن إحكام التوجهات التي اتخذت منذ معاهدة ماستريخت.‏

العيب في هذه الطريقة - التي تستند الى فكرة انه اذا كانت الشعوب تستوعب الامور بسرعة غالبا يتطلب أن يشرح لهم مطولا- إنه أمر خائب مع كل أسف. لنأخذ بعين الاعتبار اننا اقتنعنا بالافتراض البديل.‏

لنفترض ان الاوروبيين يعرفون عن علم منذ خمس سنوات على الأقل أن (أجندة ليشبونا) في هدفها المحمود بإنعاش مستوى معيشة غير متوازنة- تسعى الى إعادة الاوروبيين للعمل بدفعهم وديا من خلال اعادة تشكيل الدولة المثالية, بمعنى اخر, بتخفيض مستوى المعيشة يصبح بالامكان توفير فرص عمل للجميع.‏

لكن هذه الطريقة معرضة للاخفاق لأنها تتم في زمن نمو بنيوي مجمد بسبب سياسة اقتصادية خاطئة.‏

بعد تجميد الوسائل ال ماكرو- اقتصادية التي كان قد تم تطويرها بصعوبة في سنوات التسعينيات وكذلك توقف نمو الاقتصاد الاوروبي زادت الصعوبة في الواقع عند محاولة تكييف البنى الاجتماعية.‏

لم يتم التوصل الى (العلوم) الاقتصادية التي يفترض ان يستند عليها هذا التحدي الاوروبي الجريء وهذا كي لا نقول إنه غير موجود. تدلنا النماذج الميكرو- اقتصادية أن العوامل تستجيب منطقيا للتحريضات الملموسة.‏

وبالنتيجة من غير المحتمل كليا ان يستسلم الاوروبيون لاسيما بوجود ضمان اجتماعي جزئي ضمن اطار غياب النمو وارادة انعاشه, وبالنتيجة لن يوافقوا على ذلك.‏

اذاً لامناص من الأثر النفسي كما تعتبر استراتيجية الاقناع تحت ( التنويم المغناطسي) مفادة للانتاج تماما : فبقدر ما ستتحدث المؤسسات الاوروبية عن حسنات ما عملته وما ستعمله بقدر ما سيقاوم المواطنون الاوروبية ويحيدون عنها وعن اوروبا وبالنتيجة هذا امر مؤسف جدا. من الضروري البحث عن الطريق الواضح والذي نجده في سياسة الاقتصاد العملية .‏

هل نتجرأ ونقول بأن ميزان الاقتصاد الاوروبي سيىء في وسط عالم يزدهر وأن الاصلاحات اليوم مستحيلة لأن استراتيجية التقارب والنمو الذي تم اختيارها عام 1992 مازالت هي هي ..‏

وتطرح مباشرة تساؤل الملاءمة واصلاح مؤسسات الاقتصاد الاوروبية.حتى متى يستغلون صبرنا ليبدؤوا جديا العمل بهذا النقاش ?‏

الأجواء في بروكسل اكثر دهاء :إذ تتطلب الانتظار, انتظار احدهم او طرف ما لرفع راية اجندة الاصلاحات البنيوية لجمع المقاومة العامة في المجلس وانتشار الوعود الجيدة على القارة العجوز .‏

مشاريع هذا الشكل الخاص من الماسوشية اسكتوا الخيبات منذ الاستفتاء الفرنسي . والاستفتاء الهولندي?‏

والانتخابات الالمانية? ايضا وبولونيا ليست أحسن حالا .‏

كما لو أن الاوروبيين يعاندون في قول شيء ما.. أما الاخبار الاخيرة , فقد يكون المقصود الانتظار حتى العام 2007 ومقاطعة (ساركوزي) الذي سيضع أوروبا في درب الإصلاحات الاجتماعية الصحيحة .لم لا ?‏

مسؤولو السياسة الاوروبيون ينتظرون أن يعترف الشعب بأهليتهم ,هذا لن يحدث أبدا. فمبدؤهم , لائحتهم, فتورهم هو سبب المأزق الحالي.‏

لكن لا تستطيع الشعوب الاوروبية أن تسمح لنفسها على غير العادة أن تنتظر حتى تدرك حكوماتها انه لا يمكن ان تحدث معجزة وتنقذهم على نقيض سنوات 1950 ,فهم اليوم اكثر تلهفا من النخبة لأنهم يشعرون بحاجتهم لاوروبا أكثر .‏

المقالة ل ELOI Laurent‏

باحث في الاحوال الاقتصادية‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية