|
دمشق جاء تأكيداً للمستوى الجيد الذي وصلت إليه العلاقات السورية - الاسبانية في مختلف المجالات ولا سيما السياحية منها التي انعكست هذه العلاقات عليها ايجابياً خلال العام الحالي. وأضاف على هامش أعمال المؤتمر الذي عقد في فندق ايبلا الشام وحضره الدكتور سعد الله أغه القلعة وزير السياحة وأعضاء الوفد الاسباني الذي يتألف من 66 إعلامياً يمثلون 45 مؤسسة إعلامية متنوعة في اسبانية أضاف قائلاً : ان معرفة الاتحاد الاسباني للصحفيين والكتاب السياحيين بعراقة سورية وتعدد حضاراتها التاريخية وامتلاكها للمقومات السياحية ورغبة أعضاء الوفد بالاطلاع بشكل مباشر على هذه المقومات والحضارات وعلى ما تعيشه سورية حالياً من نهضة حقيقية تشمل مختلف مجالات الحياة فيها لنقلها للاعلام الاسباني كانت عوامل مشجعة لنا للقدوم لسورية. وبين بالاسيني كالثو وعدد من أعضاء الوفد الاعلامي الاسباني في تصريحات ( للثورة) ان سورية التي فاجأتهم خلال اسبوع كامل وهي مدة زيارتهم لها بما تحتويه من كنوز تاريخية ومكانة حضارية وكرم ضيافة وشعب يحب ويرحب بالزائر تستحق مكانة سياحية متقدمة بين دول المنطقة والعالم أكثر مما هي عليه الآن لأنها مؤهلة لذلك. وقالوا: ان الصورة التي رسمت في أذهانهم عن سورية هي صورة جميلة وحضارية ولا يمكن ان تمحى من الذاكرة وسيعملون على نقلها بكل أمانة ودقة عبر مقالاتهم وبرامجهم الاذاعية والمتلفزة في وسائل الاعلام التي يمثلونها ومن خلالها للشعب الاسباني الذي لا يتوفر لديه معلومات كافية عن سورية سواء تاريخياً او حتى بالوقت الحاضر مؤكدين ان النتائج الإيجابية لهذه الزيارة ستظهر خلال أشهر من خلال زيارة حركة التدفق السياحي من اسبانيا لسورية وشدد في الوقت نفسه على ضرورة تفعيل العمل الإعلامي والترويج لسورية في الدول الأوروبية بشكل أفضل للعمل على تغيير الصورة السلبية التي تنقل عن سورية وتروج لها بعض وسائل الاعلام الغربية دون وجه حق لان من يأتي لهذا البلد سيجد حتماً صورة مغايرة عن ما تقدمه له تلك الوسائل. نقطة أخرى هامة توقف عندها الاعلاميون الاسبان وأثارت انتباههم خلال زيارتهم لسورية تمثلت حسب قولهم بالتعايش والانسجام الرائعين الذي يعيشه أبناء الشعب السوري على اختلاف أطيافهم وأديانهم فلا أحد هنا يجبر أحداً على فعل شيء لا يرغبه يضاف لذلك عامل مهم جداً يجعل سورية بلد السياحة الأول التي يرغب السياح بالقدوم إليها وهذا العامل هو الأمن والاستقرار الذي تعيشه حيث تجولنا في الأسواق والأحياء الشعبية والمدن وغيرها من المناطق وبأوقات مختلفة في النهار دون ان نتعرض لأي مضايقة. وقال السيد خوسيه سولير وهو عضو في اتحاد فيبت ودنولت نحو 35 كتاباً حول السياحة : معرفتي القليلة عن سورية التي لا تتعدى عن معلومات عن تدمر تعمقت أكثر بعد الزيارة ففي مدينة أوغاريت العظيمة تعرفت ان الأبجدية الأولى انطلقت منه ووصلت إلينا ولشعوب العالم ومنها تعلمنا الكتابة وأصبحنا كتاباً وفي قلعة سمعان اكتشفت الكنيسة الأكبر في عهد المسيحية التي ولدت في سورية وليس في روما. من جانبه بين السيد روان بيرتر رحالة ومصور وصحفي زار جميع بلدان العالم ومدير برنامج يومي حول الرحلات في إذاعة اسبانية بين انه بعد جولاته العديدة في العالم سئل عن مواقع سورية فقال أنها قد تكون في نهاية البحر المتوسط وقال بعد زيارتي الرائعة لسورية اكتشفت المكانة المميزة لهذا البلد العريق بتاريخه وحضارته وتنوع وغنى مقوماته الطبيعية والسياحية الجاذبة للسياح ولكن وللأسف يقول بيرتر بان سورية ليست مدرجة على قائمة المقاصد السياحية للعديد من الدول لذلك فأنا أرى انه في عالم يتحكم فيه العرض والطلب هناك الكثير من البلدان التي تراهن على السياحة وتروج لها عبر وسائل كثيرة يفترض بالقائمين على السياحة في سورية استعمال جميع الادوات والوسائل لإظهار أهميتها التاريخية والحضارية وما تعيشه من تقدم وتطور للعالم أجمع وتعريف العالم بأن هذا البلد محب السلام ويدعو له وأرضه هي أرض السلام. وفيما يتعلق بأهداف اتحاد الصحفيين والكتاب السياحيين الاسبان ( فيبت ) وعدد أعضائه ذكر السيد بالاسيني كالثو: ان هيئة فيبت تضم حوالي 500 كاتب في كل المحافظات الاسبانية وهدفها الدفاع عن الاهداف المهنية لهؤلاء وترويج وتطوير السياحة عبر الصحف والمجلات والعمل على تطوير سلسلة من الانشطة التي تسمح بالقيام بهذا العمل وتعقد الهيئة مؤتمرين الأول وطني ويقام في اسبانيا والأخر دولي يقام هذا العام في سورية لتقديم الدعم لها والترويج والتسويق الاعلامي لها في وسائل الإعلام المختلفة لتشجيع السياح الاسبان للقدوم لسورية وسبق ان عقد المؤتمر الدولي في بلدان أخرى مثل كوبا ومصر والاردن والفلبين والبيرو واليمن وهي بلدان أرادت ان تنحو منحى السياحة وكانوا يدعوننا للتعرف عليهم والترويج لهم في اسبانيا وكانت النتائج جيدة. سورية تختزن وتختصر تاريخ العالم وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد بختام أعمال المؤتمر تحدث الدكتور سعد الله أغه القلعة بداية مبيناً ان سورية مهد الحضارات فيها ولد التاريخ وانطلق وما تحتويه من كنوز وآثار تعود إلى 12 ألف سنة تؤكد عراقتها وأصالتها ومكانتها المميزة وتختزن بما فيها تاريخ العالم. وانطلاقاً من المقومات السياحية والاثرية العديدة والمتنوعة المنتشرة في مختلف أنحاء سورية فقد اعتمدت الحكومة رؤية جديدة للسياحة تتمثل بتقديم منتج سياحي فريد ومميز يعتمد على هذه المقومات يضاف لذلك اعتبار السياحة أحد محركات الاقتصاد الوطني وأداة للتواصل بين الشعوب. وفي السياسة الترويجية قامت السياحة خلال السنوات الأخيرة كما بين أغة القلعة بدعوة المئات من الاعلاميين والشركات السياحية للقدوم لسورية والاطلاع على حقيقة الواقع فيها كي ينقلوا مشاهداتهم لقرائهم عبر كتاباتهم لأنهم أكثر موثوقية من قبل الكتاب انفسهم. وعرض أغة القلعة للوفد الاعلامي الاسباني الواقع السياحي في سورية من حيث ارتفاع عدد السياح خلال العام الماضي ليصل إلى 3 ملايين سائح وتحقيق عائدات بحدود 2,2 مليار دولار وهذه الزيارات نتج عنها تحفيز الاستثمارات السياحية. مشيراً بهذا المجال للعقد الموقع مع شركة المانية لوضع المخطط التوجيهي للسياحة والذي سيكفل تقديم المنتج السوري وتطويره. وحول العلاقات السياحية السورية الاسبانية اشار وزير السياحة لوجود اتفاقية سياحية تربط البلدين وخلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي وصل عدد السياح الاسبان لسورية إلى 14 ألف سائح مقابل 10 آلاف لنفس الفترة من العام الماضي أي بنسبة زيادة 40% وهي أعلى زيادة سجلت لجميع الجنسيات الأوروبية وفي رده على أسئلة الاعلاميين الاسبان أجاب أغه القلعة عن سؤال ان كانت هناك مواقع آثرية مسجلة بالتراث العالمي انه يوجد 4 مواقع مسجلة هي دمشق القديمة وحلب القديمة وتدمر وبصرى وحالياًهناك 3 مواقع قيد التسجيل أولها قلعة الحصن. |
|