تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فوز الديموقراطيين في الداخل الأميركي يضعف بوش في العالم

واشنطن
يو.بي.أي
عربي ودولي
الأحد 13/11/2005م
مارتن سيف

زادت الهزائم الأخيرة التي مني بها الحزب الجمهوري في انتخابات حاكمية ورئاسة بلدية ولايتين أميركيتين, من الترنح الذي تعاني منه قيادة الرئيس جورج بوش في وقت أشد ما تكون إليه هذه القيادة بحاجة لمواجهة الأزمات المتزايدة على الساحة العالمية

.‏

ويتوجه الرئيس بوش في الأسبوع المقبل لحضور قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا- الهادئ (إيبك) في سيئول, حيث تسعى كوريا الجنوبية الى نزع فتيل التوتر الاستراتيجي والتجاري مع الصين حيال تايوان وبرنامج أسلحة الفضاء الأميركية.‏

لكن الرئيس بوش يبدو مثل البطة العرجاء وهو يحاول المحافظة على زخم اتفاقية التجارة الدولية في مؤتمر (إيبك) ومنعها من الانهيار.ويبدو أن مفاوضات منظمة التجارة الدولية في جنيف ستفشل في الوصول إلى اتفاق قريب, في الوقت الذي تراجع فيه نفوذ الرئيس الأميركي هناك بشكل كبير نتيجة عدم تمكنه من تحقيق تقدّم مع زعماء أميركا اللاتينية خلال القمة التي ضمته إليهم في الأرجنتين خلال الأسبوع الماضي.‏

لقد فشل بوش في تحقيق هدفه بإقناع الدول الأميركية اللاتينية بالانضمام إلى الولايات المتحدة في اتفاقية تجارة حرة تمتد من أقصى شمال القارة الأميركية حتى أقصى جنوبها.‏

وبداالرئيس بوش هناك وكأنه في عزلة حتى أنه لم يختلط مع باقي الزعماء والرؤساء وقادة الدول الأميركية المشاركين في القمة.وغادر الأرجنتين في وقت أبكر مما كان ينص عليه جدول أعماله تاركاً خلفه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لترؤس الجلسة الختامية التي أعلنت فشل مفاوضات الاتفاق التجاري.‏

وزادت نتائج الانتخابات المحلية التي جرت الثلاثاء الماضي من محن الرئيس بوش حيث أنها جاءت بعد أيام قليلة من تجاوز عدد الجنود الأميركيين القتلى في العراق حاجز الألفي جندي , وفي الوقت الذي لا تزال تتفاعل فيه قضية اتهام لويس سكوتر ليبي بأنه خلف تسريب اسم فاليري بلام عميلة وكالة المخابرات المركزية إلى الإعلام في جميع أنحاء البلاد.‏

لقد كانت خسارة كبيرة وفادحة بالنسبة لحزبه الجمهوري في انتخابات حاكمية ولايتي فيرجينيا ونيوجرسي الثلاثاء الماضي, في الوقت الذي كان يعلق فيه آمالاً كبيرة على الفوز بهما. كما ان الرئيس بوش راهن شخصياً ووضع كل ثقله لتأمين فوز المرشح الجمهوري جيري كيلغور بحاكمية ولاية فيرجينيا.‏

وتقع ولاية فيرجينيا في الفناء الخلفي للبيت الأبيض وكان الجمهوريون يضمنون الفوز بأصواتها طيلة العقد الماضي.وعلى الرغم من أن حاكم الولاية المنتهية ولايته الديموقراطي مارك وارنر سبق له أن فاز بالمنصب, إلا أن انتصاره كان ينظر إليه على أنه إنجاز شخصي يعود إلى مهاراته الخاصة, تماماً كما كان ينظر الجمهوريون إلى نجاح الرئيس السابق بيل كلينتون الانتخابي على أنه بني على مهاراته الشخصية في الحملات الانتخابية.‏

لقد كانت ولاية فيرجينيا منحازة الى الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الماضية.كما أن جميع المقاعد في مجلس النواب عن الولاية فاز بها أعضاء الحزب الجمهوري.وفاز الرئيس بوش ب 54 % من أصوات الولاية في حملة إعادة انتخابه في العام الماضي.‏

لكن الفوز الصريح الذي حققه الديموقراطي تيموثي كاين بنسبة 52% من الأصوات مقابل 46 % لمنافسه الجمهوري, شكل صفعة قوية لهذه الحكمة التقليدية.لقد تمكن الديموقراطيون من الاحتفاظ بمنصب حاكمية فيرجينيا لولايتين متتاليتين.لقد كان فوز كاين صريحاً إذ تمكن من اللعب على الإيمان الديني خلال حملته, وهي كانت الورقة الرابحة التي لطالما نجح الجمهوريون في امتلاكها.وهذا الفوز الأول منذ العام ,1996 يشكل طريقاً مفتوحاً أمام الديموقراطيين لتحقيق خرق في الولاية المعروفة بولائها الجمهوري التقليدي في الجنوب خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.‏

وكانت هزيمة دوغلاس فوريستر الجمهوري على يد السيناتور الديموقراطي جون كورزين في انتخابات حاكمية نيوجرسي صفعة ثانية في وجه آمال الحزب الجمهوري.وعلى الرغم من أن نيوجرسي كانت معقلاً قوياً بيد الديموقراطيين خلال الانتخابات الرئاسية الماضية, إلا أن الجمهوريين أملوا ولفترة طويلة خلال الحملة الرئاسية في العام 2004 أن تنتقل إلى مخيمهم.‏

ولم تكن الأنباء السيئة بالنسبة لبوش محصورة في الساحل الشرقي فقط. ففي سانت بول في ولاية مينيسوتا, لقي المحافظ الديموقراطي راندي كيلي الذي دعم حملة إعادة انتخاب الرئيس بوش لولاية رئاسية ثانية في العام الماضي, هزيمة نكراء على يد منافسه الديموقراطي أيضاً كريس كولمان. وفي بوسطن, تمكن المحافظ الديموقراطي توماس مينينو الذي قد يكون من أكثر السياسيين في الولاية مكروهاً من الجمهوريين من تحقيق فوز بولاية ثانية بسهولة. كما إن الحاكم الجمهوري في ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزنغر عانى من هزيمة نكراء في مشروعه الطموح الخاص بالمبادرات الانتخابية.‏

وبكلمات أخرى, فإن الجمهوري الوحيد الذي كان قادراً على تحقيق انتصار الثلاثاء الماضي, كان الجمهوري المعتدل من النوع الذي يكرهه المحافظون أمثال الرئيس بوش.‏

وعادة,لا يكون لهذه النتائج أي تأثير على صورة الرئيس الخارجية.لكن هذه الهزائم جاءت في وقت يشهد فيه العالم انتكاسات كبيرة في العراق, وفشلاً وطنياً في الاستجابة لكوارث طبيعية في الداخل, ولذا فمن المرجح أن تزيد حتى من تذبذب أوساط الأوفياء والموالين له داخل أروقة الكونغرس. وهذا الأمر بالمقابل, لا يمكنه سوى تعزيز موقف أعداء الولايات المتحدة في العالم من تنظيم القاعدة وصولاً إلى إيران وكوريا الشمالية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية