تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


باكستان.. مخاطر محدقة!

شيكاغو تربيون- بقلم ترودي روبين- 27/10/2008
ترجمة
الأثنين 3/11/2008
ترجمة: ريما الرفاعي

لعل القضية الأكثر إلحاحاً التي ستواجه الرئيس الأميركي المقبل ( بعد الاقتصاد) هي كيفية التعامل مع تلك المنطقة النائية على طول الحدود الأفغانية- الباكستانية والتي تشكل ملاذاً آمنا لحركة طالبان.

وخلال حديث بيني وبين الأدميرال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة, وهي أعلى رتبة عسكرية في الولايات المتحدة, قبل عدة أيام في طريق عودته إلى واشنطن على متن طائرة عسكرية بعد حديث له في جامعة بنسلفانيا, رأى مولن أن الهجوم المحتمل المقبل على الولايات المتحدة على المدى القريب سيكون على الأرجح من تلك المنطقة.‏

وقد كان مولن يحتفظ في رأسه بالكثير من الأشياء عن أفغانستان وباكستان كما أنه يتحسب أيضا لفترة الضعف المتوقعة خلال انتقال الرئاسة في الولايات المتحدة والتي قد يحاول الأعداء استغلالها, غير أن الوضع على الحدود الأفغانية الباكستانية هو أكثر ما يثير قلق مولن على المدى القريب, لذلك فهو يضع هذه المشكلة التي كانت سبب الزيارات الست التي قام بها مولن للقاء نظيره الباكستاني الجنرال أشفق كياني منذ تولي الأخير القيادة في تشرين الثاني الماضي, على رأس اهتمامات الرئيس المقبل.‏

إن الوضع على الحدود هو في الواقع أكثر تعقيداً مما يبدو خلال المناقشات السياسية, ولايمكن حله كما ذكر مولن أمام طلاب الجامعة بمجرد إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان, على الرغم من وجود حاجة إلى المزيد من تلك القوات ذلك أنه في أفغانستان حكومة ضعيفة واقتصاد متدهور وجيش قليل بينما ينتشر تجار المخدرات على نطاق واسع. وإذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلات فلن تجدي أي زيادة في أعداد القوات. وجذور المشكلة تكمن في وجود تلك المناطق الآمنة للمتطرفين على الجانب الباكستاني من الحدود والتي تنطلق منها هجمات طالبان أفغانستان وكذلك هجمات المتشددين الباكستانيين كما تنطلق من هناك مؤامرات القاعدة ضد الغرب, لكن حتى إذا فرضت الدولة سلطتها على تلك المناطق فلن يختفي العنف كما يقول مولن بل سيتقلص فقط, ولكن لماذا يصعب التعامل مع مشكلة الحدود? يجيب مولن: نحن نعلم أن قيادة تنظيم القاعدة هناك ولكننا ندرك أن ذلك الملاذ الآمن يقع داخل أراضي دولة أخرى ذات سيادة.‏

وبعبارة أخرى نحن لا نستطيع الوصول إلى تلك المناطق والتي تقع ايضا في مناطق قبلية جبلية صعبة ونائية يتردد حتى الجيش الباكستاني في الدخول إليها, حيث لا يحبذ الشعب الباكستاني قيام جيشه بمهاجمة المسلحين كما أن توجه الجيش نفسه يظل موجها إلى العدو التقليدي وهو الهند.‏

ومن جهة أخرى, ثمة رأي لدى البعض بأن عناصر في الجيش ووكالات الاستخبارات الباكستانية لا تبدي استعدادا لمحاربة بعض الجماعات الجهادية والتي كانوا يدعمونها في وقت ما في مواجهة الهند, ومع أن مولن يدرك هذا التاريخ إلا أنه يقول إنه يحاول أن يفهم السلوك المرتبط بالوقت الحاضر, وأثنى على الجنرال كياني بسبب التغييرات التي أدخلها على القيادة بما في ذلك اختيار رئيس جديد للاستخبارات الباكستانية, ويعتقد مولن أن أي إستراتيجية أميركية مستقبلية بشأن أفغانستان وباكستان يجب أن تعمل من أجل تحسين العلاقات الهندية- الباكستانية.‏

ولا يعتقد مولن أن توجه الجيش الباكستاني قد تغير بعد الهجمات الإرهابية المروعة ضد أهداف في باكستان ويبدي إعجابه بالعملية التي قام بها الجيش الباكستاني مؤخرا في باجور التي تعد معقلا لطالبان والقاعدة على طول الحدود, ويرى أن تلك العملية تتفق مع ما وعد به الجيش الباكستاني بالقيام به ليس بسبب ضغوط أميركية ولكن لأن القادة الباكستانيين يدركون التهديد الذي يواجههم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية