تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجولانيون.. روايات تحكي الفراق

هذا جولاننا
الأثنين 3/11/2008
حسين صقر

كما هو معروف للجميع أن سكان الجولان المحتل محرومون من عيش حياتهم بشكل طبيعي بل إن الاحتلال الاسرائيلي يحد من قدرتهم على التواصل مع أقربائهم في الوطن الأم من جهة

وفيما بينهم من جهة ثانية ومنهم من توفي والده أو والدته أو أخوه وأصابه قبل ذلك المرض وتمنى أن يكون أولاده أو أشقاؤه بجانبه, لكن القيود التي يفرضها الاحتلال الغاصب يجعل هؤلاء بعيدين عن بعضهم ويقتصر الاطمئنان أو المباركة أو التعزية عبر (تلة الصياح) التي تفصل الأراضي المحتلة عن الوطن الأم بوادي الموت.‏‏

‏‏

بهذه الكلمات عبّرت السيدة جمانة الحلبي التي تزوجت إلى الوطن الكبير قبل 41 عاماً وتركت مرابع طفولتها وجيرانها وإخوتها ولم ترَ من هؤلاء أحداً منذ ذلك الحين وقد توفي والدها ووالدتها وأخوها الأكبر ولم تستطع حضور أي جنازة لهؤلاء ورغم تمنياتها بلمسهم قبل الرحيل وتتواصل مع ذويها على الهاتف أو خلال اللقاءات التي كانت تتم في بلد مجاور وألغيت فيما بعد وكان أولاد إخوتها وأخواتها يكبرون دون أن تتابع ملامحهم..واختتمت بالدموع.‏‏

بدوره قال الشيخ حسن أبو صالح: إنه بقي إخوته الثلاثة في القرية أما هو وعائلته فغادروا بعد أن دمّر الاحتلال الغاشم منزلهم, مضيفاً: إن العائلة أمر مهم وضروري لبقائنا أحياء وإن وجودها في حياتنا ضروري واصفاً اللقاءات التي جمعته بأقربائه بالعرس الكبير والوطني حيث أقبل عليه الجميع وعلى أسرته وهم يقبّلونهم موضحاًَ أنه مهما كانت فترة اللقاء طويلة فهم سيعودون إلى سجنهم وأنا سأعود إلى منزلي في ريف دمشق ومنذ ذلك الوقت أصبحنا نتبادل الأخبار عبر مكبرات الصوت وتوفي اثنان من إخوتي واثنتان من أخواتي ولايزال الثالث حيّاً وأخذته الشيخوخة مثلي وأرغب في رؤيته لكن لاحول لنا ولاقوة.‏‏

أما السيدة فاديا المحمود فقالت: رأيت في منامي جنازة والدتي وبعد عدة أيام وردنا نبأ وفاتها وعلمت بأنها رحلت في ليل ذلك الحلم حيث كانت والدتي تعاني من المرض منذ فترة طويلة وسلطات الاحتلال هناك لاتعير لذلك اهتماماً بل كانت إجراءات الدخول إلى المشافي معقدة للغاية وتقتصر فقط على المستوطنين الصهاينة, وإن ماحصل فيما بعد تبادلت التعازي مع أشقائي ووالدي عبر مكبرات الصوت وكان الموقف مؤثراً فكم تمنيت أن ألقي عليها النظرة الأخيرة وأشبع عيني برؤيتها لكن القدر كان أسرع والظروف أقسى.‏‏

وقال الشيخ محمود عماشة: إن مايشغل بالي الآن هل سيتمكن شقيقي الأصغر من القدوم في الزيارة التي سيقوم بها وفد رجال الدين العام بعد أن فقد حظه هذا العام بالمجيء وهل يمكنني أن أراه قبل أن أودع هذه الحياة.‏‏

لكن رغم ذلك يعبّر الجولانيون عن تمسكهم وأصالتهم والأمل يحدوهم بأن التحرير آت لامحال والنصر آت عمّا قريب ولقاءاتهم ستتجدد عن قرب وتذهب معها أسلاك الحقد وألغام الغاصبين.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية