|
مجتمع هذا بعض ما قاله السفير الياباني في دمشق السيد ماساكي كونيئيدا في كلمته في ندوة: (التغييرات الأسرية وعمل المرأة) في إطار التبادل الفكري السوري الياباني, التي تمت بالتعاون بين الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير والمؤسسة اليابانية وكل من جامعات ميجي, صوفيا, نيهون. وأضاف السيد كونيئيدا: وضع المرأة يؤثر على الأسرة بشكل حتمي لذلك فإن الأدوار المتغيرة للنساء تهم الجميع, والمرأة اليابانية تعرضت في السنوات الماضية لتغيرات دراماتيكية, وتبادل التجارب بيننا ربما يكون مفيداً, فلكم تجربتكم المهمة. بعد ذلك تحدثت رئيسة الندوة الدكتورة توموكو ياماغيشي من جامعة ميجي عن أن هذا اللقاء ليس بعيداً عن عملها فهي متخصصة بمنطقة الشرق الأوسط وتشرح لطلابها ثقافات المنطقة, وأضافت أن الهدف من الندوة التعريف بالمرأة اليابانية, حيث أوضحت أن اليوم صورتها مختلفة, ليس كما يقال بأنها امرأة صبورة وطيبة فقط, وليس كما ينشر بالمجلات بأنها من فتيات الجيشا اللواتي يلبسن (الكومينو) ويتزين: بل هناك اليابانيات المعاصرات أي يذهبن إلى العمل? وكيف? كيف يتزوجن وكيف يعشن بعد الزواج? هذه الأسئلة أجابت عليها كل من الدكتورتين كيكو هيراو ويوكوا وغاساوارا, بأرقام وبيانات مفصلة وبالصور, كيف كانت الأسرة كبيرة, ثم أصبحت صغيرة أب وأم وطفلين, كان دور المرأة واضحاً ومحدوداً في تربية الأولاد والاعتناء بالبيت, وفي فترة النمو الاقتصادي أي بعد الحرب العالمية الثانية حتى سنة 1975 كانت النساء في البيوت تربي, والرجال تعمل وتصرف, وكل واحدة تعرف هذا المصير وأن زوجة ابنها ستعتني بها في الشيخوخة, لكن بعد أن سمح قانون التعليم الجديد بالتعليم حتى الجامعة, تغيرت الصورة وحصلن على الشهادات ودخلن سوق العمل, لكن بعد الزواج وعند الإنجاب ينقطعن عن العمل ما يؤثر على الأجر والإضافة, ويعدن بدوام جزئي, كما أصبح متوسط عمر النساء 85 سنة, وانخفضت خصوبتهن, وأصبحت اليابان تعاني من قلة عدد الاطفال ما أثار جدلاً داخل الحكومة, وبدأت بدعم الآباء بمنح إجازة والدية لأحدهما لمدة سنة ونصف مع تعويض 50 % من الراتب مع إجازة خمسة أيام بالسنة للعناية بطفل مريض, لكن تبين أن 2% من الرجال فقط أخذوا تلك الإجازات و 98% من النساء أخذنها, كما أعلنت وزارة الرفاه الاجتماعي بأنها لن تدعو (الرجل أباً إن لم يعتني بالطفل) وكل ذلك لم يغير الصورة, فالرجل الياباني عدد ساعات عمله طويلة 60 ساعة أسبوعياً, وهو لم يقبل أن يتأثر وضعه الوظيفي وعمله للمساهمة في أعباء البيت, بل وأكثر من ذلك لا يرى أولاده إلا قليلاً. والزوجة تعمل في الخارج مع الأبناء, وبالنسبة للمراكز الإدارية فلا يوجد من النساء مديرات تنفيذيات إلا 2% فقط, يوجد فقط اثنتان في الحكومة, كما جاء ترتيب اليابان بإحصائيات الأمم المتحدة بالنسبة للجندر بالمرتبة 132. إلا إن الحكومة اليابانية مستمرة بالبحث عن حلول لدعم الأمهات العاملات, للموازنة بين العمل والبيت, وتطلب من الجميع التعاون, والمجتمع المدني هناك يسعى معها. أخيراً :إن أمة على هذه الدرجة من التطور العلمي الصناعي, ذات التوجه الإنساني, والتي لها مساهماتها لإيجاد حلول لمشكلات البيئة على مستوى الكرة الأرضية, لاشك أنها ستكون عوناً جيداً لنسائها العاملات. |
|