تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(صندوق الكار) الشارع بوصفه خشبة للعرض !!

ثقافة
الأثنين 3/11/2008
لميس علي

يبدأ حارس (صندوق الكار) حكايته كالآتي ....

( إذا بدك تعرف قصة توب الملكة , بالأول لازم تعرف قصة ناس....) أي يثوب ....وأي ملكة ....ثم أي ناس !!‏

في عرض مسرح الشارع (صندوق الكار) ,والذي قدم ضمن نشاطات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008م فكرة محمد العطار الحسيني إخراج : بيسان الشريف , تمثيل : كفاح الخوص , ومشاركين آخرين.‏

في شارع العرض هذا تقدم الفكرة بأسلوب رشيق مبسط , تحكي لنا عن قصة ثوب الملكة اليزابيث , التي لم ترتدِ فستان عرسها إلا من البروكار الدمشقي ....( فستان بياخدالعقل, أرضيته بيضا متل الثلج , وعليه عاشق ومعشوق , جناحاتو من فضة ودهب عيار 12).‏

> ماحكاية هذا البروكار الذي نال إعجاب ملكة بريطانيا ....ماهو السر الذي أتقنته تلك الأيدي في صناعته .... ولماذا بعد كل هذا , اندثرت هذه الصناعة الهامة ( حرير البروكار) ?‏

> > رغبة من فريق عمل( صندوق الكار) يأتي هذا النشاط المسرحي معيداً النظر ولو قليلاً إلى هذه الحرفة الهامة .... فتروى حكايات كثيرة من قبل حارس الصندوق (كفاح الخوص) معبرة عن أصالة هذه الصناعة .... وعن ضرورة إعادة الالتفات إليها. في هذا العرض الذي اختار صانعوه أن يكون عرض شارع سيبدو الأمر كما لو أنك تقضي وقتاً ترفيهياً من نوع خاص , عالي الجودة ,محبوكاً بمهارة , على الرغم من اشتغاله بطريقة تبتعد عن أي تكلف , وهو مايفترضه عرض الشارع الذي جاء هذه المرة مستخدماً مفردات العرض المسرحي المعتاد من موسيقا حية , إلى إضاءة وديكور ....وغيرها ....( الثورة ) حضرت تلك النزهة الخريفية المميزة مسرحياً , والتقت الممثل النشيط مسرحياً كفاح الخوص , ومخرجة العرض الشابة بيسان الشريف ....‏

> والبداية كانت مع حارس الصندوق (كفاح) ,قال عن فكرة العرض ....‏

> > هو نص مسرح شارع تفاعلي ,يحكي حدوتة صغيرة في قلبها الكثير من الحواديت الأخرى , هي قصة مدينة واجهت الكثير من المشكلات والمصائب من خلال حرفة ( حرير البروكار) فيه انتقال من الخاص للعام .... وهو عرض جديد لأننا نحن الذين أتينا للجمهور , لنحكي له هذ الحدوتة , ولدينا محرضون , وجودهم قد يساعد الجمهور فيحرضهم على التدخل أو المناقشة ..‏

> كيف تجد العمل بهذا النوع المسرحي , ولماذا هو تحديداً ?‏

> > لأن هناك تماساً مباشراً مع الجمهور فالمعلومة التي تصل في المسرح القومي عبر الرموز و الدلالات , هنا تطرحينها بكل بساطة.‏

> ماأهمية التجربة ككل?‏

> > هذه التجربة هي فريدة من نوعها ,فيها نتحدث عن حرفة مثلت دمشق , وهي الآن , أي هذه الحرفة ( حرير البروكار) منقرضة , أتمنى ألا يكون هذا العرض هو العرض الوحيد , وألا تنقرض بعده عروض الشارع.‏

> المخرجة بيسان الشريف تحدثت عن تجربتها الأولى في الإخراج قائلة....‏

> > حقيقة أنا لست مخرجة بهذا العمل وضعت في ظرف أنه يجب أن أقوم بالإخراج ولكنه ليس إخراجاً تقليدياً , هو يذهب أكثر باتجاه التصميم , تصميم الحركة .... التقنيات ....تصميم كتل ,ثم يأتي التعامل بعد ذلك مع الممثل....‏

> ولكن لماذا المسرح التفاعلي بداية , وماذا يحقق لك?‏

> > هو عرض مسرح شارع يعتمد على دمى كبيرة وآلات ضخمة وأحببت أن أدخل هذا النوع من المسرح على الشارع , كي يأتي الناس ويشاهدوننا ... أريدهم أن يسمعوا قصة , بالنسبة لنا , لمن اشتغل بهذا العمل , صارت فعلاً مهمة , والتي هي قصة حرير البروكار , التي اندثرت وبنفس الوقت أن يشاهدوا شيئاً كرنفالياً , احتفالياً .‏

- بيسان الشريف التي درست هندسة العمارة, والسينوغرفيا ذكرت أسماء العديد من الشباب الذين اسهموا في إنضاج العمل وإخراجه للنور....‏

ممن شاركوا في صياغته بصرياً كان كل من نزار بلال وزكريا الطيان تصميماً وسينوغرفيا ....أما موسيقا العرض الحية فكانت فكرتها والانتقاء كان ليزن الشريف , وتواجد إلى جانب كفاح الخوص تمثيلاً ( ربى الحلبي , موسى فرح, يحيى هاشم) طلاب في المعهد العالي للفنون المسرحية ,سنة ثالثة .... المهم , نهاية على رأي فريق العمل ( إنوها التوب طلع من الشام) والأهم - برأينا - أن العرض كان بمهارات شباب الشام الساعين لتقديم عشق مسرحي حقيقي , نتمنى أن يقدم لهم الدعم اللازم لاستمرارهم دوماً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية