تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يوم الغذاء العالمي

أبجد هوز
الأثنين 3/11/2008
معتصم دالاتي

في معظم دول العالم أو في العديد منها أقيمت احتفالات منوعة احتفاء بالفقراء, فالدول تجد مناسبات للاحتفال وكذلك الأغنياء والمترفون وهؤلاء وبسبب ضغط المال وكثرة الشغل ووقتهم الكومبليت أي العبيان فإنهم يحاولون إيجاد أسباب يرفهون بها عن أنفسهم للراحة قليلا من وعثاء وارهاق العمل.

ويتصادف ان تلك الدول تتوافق توجهاتها مع أمزجة هؤلاء المترفين ولا أدعي هنا المعرفة وكثرة الفهم ولكني أسمح لمخيلتي بتكوين بعض الصور, وهذه واحدة من تلك الصور سكوب وألوان وديجيتال وبلقطات مختلفة بروفيل وترواكاتر وفيس وبعضها لقطات بعيدة وبعضها زوم لكن المناسبة واحدة وهي يوم الغذاء العالمي الذي كان مناسبته الشهر الماضي.‏

بطاقات أنيقة تشبه بطاقات الأفراح تصل إلى أعضاء منظمة الغذاء العالمي وإلى بعض المهتمين من المهمين وأصحاب الشأن والذين تهتم بهم المنظمة لأسباب تقدرها, هذه البطاقات تدعو المرسل إليه لحضور الاحتفال السنوي بهذه المناسبة, الذين يلبون الدعوة يترجلون من سياراتهم الفارهة أمام مكان الاحتفال ويدخلون القاعة بصبابيطهم الملمعة جيدا وقمصانهم المنشاة وربطات العنق الراقية وبذلاتهم الرسمية الرصينة وقد تكون الدعوة عائلية, لا شك أن لكل دولة أو منظمة تقاليدها فتعبق القاعة بالاناقة والبارفانات, وربما تكون الاحتفالية على مائدة غنية مترفة عامرة بالمأكول والمشروب, وتبدأ الكلمات عن معدلات ونسب الفقر في العالم والإشارة إلى المأساة التي يعيشها فقراء العالم.‏

البعض يكون صوته خطابيا مجلجلا يملأ القاعة بالسخط والبعض الآخر يختار لهجة تراجيدية مؤثرة وبعضهم يخلط هذا على ذاك, والكل يدين الفقر ويطلب إيجاد الحلول ورفع مذكرة إلى الأمم المتحدة تتضمن واقع الحال, إضافة إلى المقترحات والتوصيات والعمل السريع لأن الفقراء حسب قول السادة المجتمعين أو المحتفلين, لم يعد باستطاعتهم الاحتمال أكثر من ذلك فالجوع في الدول الفقيرة يقضي على الأطفال والمسنين والسن المحير على حد سواء, ومن المؤكد أو الأرجح أو المحتمل أنه مع تلك الكلمات الخطابية يتم تبادل الأنخاب وقد يصار إلى فتح زجاجات الشمبانيا على شرف الفقراء, فهذا اليوم هو يومهم وهذه المناسبة هي مناسبتهم, وهذه المنظمة هي لأجلهم. أو ليس هذا هو يوم الغذاء العالمي الذي لا يمر إلا مرة واحدة كل عام?‏

شكرا لفقراء وجياع العالم فبفضلهم أتيح للأغنياء والمترفين أوقات ممتعة حيث ألقوا الخطب وأكلوا وشربوا وأراحوا ضميرهم وأخذوا الصور التذكارية وهم يرفعون الكؤوس الأنيقة ليشربوا في يوم الغذاء العالمي نخب الفقراء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية