تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحصاد المر للعدوان

أخبار
الأثنين 3/11/2008
محمد خير الجمالي

كل أنواع الإرهاب وتصنيفاته وأشكاله البشعة القذرة والأشد دموية تنطبق على العدوان الآثم الذي ارتكبته الإدارة الأميركية بزعامة رئيسها جورج بوش وفريقه المحافظ ضد قرية السكرية في منطقة البوكمال السورية على الحدود مع العراق.

فمن جريمة الحرب إلى إرهاب الدولة فالإرهاب الرسمي والمنظم فالقرصنة وانتهاك سيادة الدول وترويع السكان الآمنين وقتل المدنيين الأبرياء وتهديد السلم الإقليمي وزعزعة الاستقرار الدولي, كل هذا الإرهاب الوحشي المدان دولياً حمله العدوان الأميركي على منطقة البوكمال في طبعه وطبيعته وأهدافه المضمرة.‏

كان العدوان في توقيته وطريقة تنفيذه وأدواته ينطوي على جملة أهداف سياسية أبرزها التهرب من مسؤولية الفشل الذريع الذي انتهت إليه حروب بوش في العراق وأفغانستان ولبنان وسياساته الخاطئة التي قادت أمريكا والعالم إلى أسوأ الأوضاع والأزمات وإلقاء هذه المسؤولية على سورية بتهمة كاذبة تدعي فيها بعبور المتسللين من حدودها إلى العراق إضافة إلى هدف تحقيق مكاسب انتخابية لمصلحة الجمهوريين عبر الترويج لأكذوبة في عقول الناخبين الأميركيين تقول إن الإدارة الجمهورية الحاكمة فعلت وتفعل ما تفعله في الشرق الأوسط من أجل درء خطر الإرهاب عنهم وعن أمريكا على أمل أن ينخدعوا بهذه الأكذوبة ويتغير المزاج الانتخابي لمصلحة الجمهوريين فيربحوا الجولة الجديدة لكي يواصلوا سياساتهم الحمقاء تحت ستار الأكاذيب والأوهام الخادعة.‏

وما لم تتوقعه هذه الإدارة الغارقة في سياسة الغطرسة ووهم القوة هو أن تأتي النتائج على النقيض الجذري من الأهداف فيرتد العدوان عليها حصاداً مراً تجلى في موجة الاستنكار والإدانة الدولية لهذا العمل الجبان وما حملته من دلالات معبرة على سقوط ذريعة مكافحة الإرهاب التي تلطت وراءها لتسويغه وإظهار إدارة بوش على أنها مصدر صناعة أخطر أشكال الإرهاب وأنواعه ممثلاً بإرهاب الدولة والإرهاب الرسمي وجرائم الحرب التي ترتكب بانتهاك سيادة الدول وقتل المدنيين والانسياق وراء استخدام القوة لأهداف كاذبة وبذرائع لا أساس لها من الصحة والصدق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية