تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسائل العدوان

الافتتاحية
الأثنين 3/11/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

لا خطر يهدد سيادة سورية على أراضيها من سيادة العراق على أراضيه... العكس تماماً هو الصحيح, نحن نرى في سيادة العراق على أرضه وقراره حماية للسيادة السورية, والعدوان الأميركي على سورية هو مسّ حقيقي بالسيادة العراقية كما هو بالنسبة لسورية..

تسللت طائرات أميركية إلى أراضينا, قتل المجرمون الذين على متنها سبعة عمال سوريين أبرياء وغادروا..‏

هذه محاولة فعلية للمسّ بالسيادة, جوبهت برفض سوري أكيد عبّر عن نفسه بعدة أشكال.. وأيضاً رفض دولي وعالمي شاركت فيه إضافة إلى الدول والقيادات الرسمية قوى التحرر في العالم ومنظماته السياسية والحقوقية.‏

حسب التصريحات العراقية.. إن الطائرات الأميركية دخلت سورية دون إعلامها.. وإنها ترفض أن تستخدم أراضي العراق للعدوان على الدول الأخرى, وبشكل طبيعي على سورية.. هذا حق سيادي لا يقل أهمية أبداً عن حق الدول في الدفاع عن أرضها ومواطنيها, وبالتالي شكل العدوان انتهاكاً للسيادة العراقية مذ كان القرار الاميركي بشنه.‏

وإذا كان العراق معذوراً بهذه النسبة أو تلك إذ سيادته مرتهنة للاحتلال.. فيمكنه أن يفيد من الغارة في قراءة مشروع الاتفاقية الأمنية مع الاحتلال على ضوء ما جرى.‏

ليس العراق وحده الذي واجه مأزقا في العدوان الأميركي على سورية, فالرسالة التي وجهها العدوان للدول العربية, تقول:‏

هل تظنون بعد أن بقي لكم حق التضامن مع شقيقة عربية أو إبداء الرأي فيما نفعل..?!‏

ذاك زمن انتهى?!‏

ومن الدول العربية من ركع وأطاع, ومنها من رفض وقال: لا.. إنما هو الدم العربي, وهي سورية العربية, ولا نسمح تحت أي عنوان, وهو أيضاً ميثاق جامعة الدول العربية?!.‏

قالت أميركا للعرب: اعتدلوا..‏

فاعتدلوا غالباً.. لكن بعضهم بالغ فذاب اعتدالاً, وغاب صوته عن هدر دمنا »ياحيف«..!! في الحقيقة صوتهم لم يغب وياليته غاب.. صوتهم غمغم متفهماً, فوافقوا على ما لم يوافق عليه العالم من أذى يلحق بسورية غدراً ودون سبب غير الموقف السياسي منها.‏

لم تكن رسالة العدوان لسورية والعراق والعرب فقط.. بل كانت لأوروبا أيضاً وللعالم.. تقول:‏

لقد أسرعتم إلى سورية بالأيدي الممدودة والقلوب المفتوحة ونحن لم نعطِ الإذن بعد..!‏

لكنه العالم.. أوروبا.. الصين.. روسيا.. آسيا.. أميركا اللاتينية.. إفريقيا... ما بال العقل الأميركي?! أتراهم فعلاً أخطؤوا حساباتهم السياسية في الآثار الممكنة لضربة الغدر التي وجهوها إلى سورية?!‏

ستستمر سورية, عقلاً منفتحاً, ومنطقاً محاوراً ويداً ممدودة للسلام والبناء, للعالم.. كل العالم بما فيه الولايات المتحدة الأميركية.. ولن تكون هذه اليد الممدودة يداً سورية إن تساهلت يوماً أو تنازلت ولو قيد شعرة عن حبة تراب.. عن نقطة ماء.. عن طيف سيادة.. عن قطرة دم واحدة..‏

فاقرؤوا جيداً في العقل المنفتح وجابهوا بالمنطق المحاور ومدوا أيديكم للسلام.. وكفى لعباً وسذاجة وتعدياً على حقوق الشعوب وسيادات الدول.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية