|
آراء تخرج من ليلها الداكن إلى أحلامها العذبة لا همّ لحبيبتي لأنني أحبها انظر إلى الوجه الأليف فإذا هي المهابة والكبرياء حين تذهب حبيبتي إلى النوم وتتركني وحيداً أسأل الله أن يحوطها بملائكته ويبعد عنها شر الكوابيس. وتخترع حبيبتي لسريرها دفئاً خاصاً يبثه جسدها النبيل. لحبيبتي مقدرة خفية للمعجزة الوهمية فإشارة من قبل، ونظرة معقودة الحاجبين، تُحيّرني. أخاف غضبها لأن غضبها دموع وبكاء فيحزنني هذا الغضب وألوم نفسي وأعنفها، فلا تستحق حبيبتي إلا الفرح الجميل إلا أن تغني بصوتها الخافت مقلدة عبد الحليم حافظ مطربها المفضل: في يوم في شهر في سنة تهدأ الجراح وتنام وعمره جرحي أنا أطول من الأيام تغنيها على الأصول وتدمع عيناها خوفاً من الفراق والوداع. إذا رقصت حبيبتي تبهر العيون وتدفأ الأكف تصفيقاً. حين أنظر إلى حبيبتي وهي نائمة أراها هبة من السماء وحُسناً غير مألوف، أكاد لشدة ولهي أجلس على حافة السرير أتأملها طويلاً طويلاً حتى تستيقظ. في حضرتها كأنني في حضرة الجمال متجسداً فيها. في الوجه، في العينين، في الشفتين، في القامة الممتدة كشجرة نخيل. حبيبتي كسمكة تنام في أعماق البحر، كل شيء من حولها هادئ وصامت لئلا تستيقظ. تنام حبيبتي في سريرها فتذهب العاصفة بعيداً ويخفت صوت الهواء. ويبتعد عنها الزحام. إنها تشبه حين تنام افتتاح الصمت على صمته ويتباطأ النهار كي تنام طويلاً، لا يرف من حولها جناح ولا تقترب من فمها العذب فراشة. كل ما في الكون يهدأ كي تظل حبيبتي نائمة. هي دائماً على مقربة من أجمل الأشياء تغار من حبيبتي الوردة الوردة تذبل وحبيبتي لا تذبل تبتسم حبيبتي فتميل الشمس جانباً تومىء للبحر فيأتي ليغسل قدميها تشير للثلج فيذوب وتمد يدها للينابيع فتنهض من ركودها لحبيبتي سحر ليس له مثيل، سحر يمنح للعشب طراوته حبيبتي ملكة لا ينقص رأسها إلا التاج إذا مشت انحنت أمامها هامات الرجال كل شيء فيها عكس بعضه عكس الكره لأنها الحب عكس الظلم لأنها العدالة عكس القبح لأنها الجمال عكس الزلازل لأنها الثبات عكس اليباس لأنها الطراوة عكس الحماقة لأنها الحكمة وهي عكس الزيف لأنها الصدق الأصيل. في ظلال هذه الغابات الشاسعة وهذه الصحارى والوديان والجبال، في ظلال المدن والقرى والبلاد، في ظلال الحروب والدمار والغضب، في ظلال العزلة والمنفى والبعاد. في ظلال البحار والأنهار، في ظلال الربيع والصيف والخريف والشتاء، في ظلال الخاص والعام. في ظلال النساء والرجال في ظلال الطغاة والمضطهدين. تخرج حبيبتي من نومها لتعيد إلى الكون توازنه وإلى الأرض دورتها الطبيعية. وإلى الكواكب مسارها المألوف. فتنطوي الدفاتر الرديئة ليفتح دفتر الحب ويقول: أيتها (الناعمة) كورق الورد أحبك. أخذوك مني فاذهبي حيث شبابك مع شباب وصباك له حيثما تريدين. إنك متعددة ومتحولة، سمراء- شقراء- بيضاء. كل الصفات تنسبك بك انسباك الذهب بأشكاله المختلفة. سنتان معك ومع حيرتي.. تتلبسني الأشياء الغامضة وينتابني الارتياب. كنت الأرحم والآن كل ما حولي ظالم أنت الأرحم، كنت ألوذ بك من الوجع واليأس والخوف ، ألوذ بك من الانهيار، ومن السحرة والشياطين وآكلي لحوم البشر. كنت الحصن المنيع ومعك كنت أشعر بالأمان وأتحرر من عقدة الخوف. كنت أمنيتي الأخيرة بين ألف ألف أمنية. إنه حبك يبقى وأموت. |
|