|
آراء أقرأ قوله في تصريح أدلى به إلى مراسل جريدة الثورة بتاريخ الخامس من الشهر الحالي: إن البعض قد اختار الدخول في لعبة أكبر من حجمه وقد تؤدي في النهاية إلى حرق أصابعه. أعادني هذا التصريح إلى ما قبل سنوات عشر أو أكثر حين كان الفنان ملحم بركات يردد أغنيته الشهيرة ومطلعها: لا تلعب بالنار بتحرق صابيعك وبعودتي إلى تلك السنوات، أستعيد في الذاكرة أن لبنان طبقاً لمواثيق معترف بها تقضي بألا يكون ممراً أو مستقراً لأي عمل يعرض أمن واستقرار سورية للخطر، ويبدو أن هذه المواثيق لم يعد معترفاً بهامن قبل من يتلقى أوامره من خارج لبنان، وبذلك بات البلد الشقيق في منأى من أداء واجب الحرص على أمن البلد الذي لم يبخل يوماً عن أداء واجبه تجاه تحرير البلد الشقيق من مؤامرات كانت أعدت لتقسيمه إلى كانتونات تتصارع فيما بينها خدمة لعدو أمتنا العربية، دولة الكيان الصهيوني. المهم في حديث رئيس حزب الاتحاد معالي الوزير السابق الأستاذ عبد الرحيم مراد أنه يصب في النقطة الأكثر توضيحاً لأسباب هذه اللعبة، لعبة حرق الأصابع، وهي استغلال الواقع الاجتماعي المتردي لبعض الفئات القابلة للخضوع إلى سلطة المال مقابل بيع ضمائر أبنائها في أماكن معينة في البلد الشقيق لبنان، وقد نسيت ما جاء في القول: ماذا يفيد الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه؟ وبطبيعة الحال أن تنبه البعض من السياسيين المخضرمين في البلد الشقيق لبنان إلى مخاطر جعله ممراً أو مستقراً لأعداء سورية، ومن الطبيعي أن يثمر عن مواقف لا بد أن يكون لها دلالاتها المؤثرة في الساحة السياسية، لبنانياً وإقليمياً وحتى دولياً عاجلاً أو آجلاً، وذلك لوضوح الرؤية أكثر فأكثر، ويوماً بعد يوم، لدى الوطنيين من العروبيين الأصلاء في لبنان وخارجه على حد سواء. وسوف تثبت الأيام الآتية أن صمود سورية في مواجهة الأحداث الساخنة التي تلف بها، ووقوف أصدقائها الأوفياء لتاريخ العلاقات الأخوية والمصيرية السورية-اللبنانية، إلى جانبها، سوف تثبت أن من يملك الرؤية الثاقبة لحاضر قضيته ومستقبلها ويضحي من أجلها، وإن دفع الثمن غالياً من دماء أبنائه، فإن ذلك لا يوازي خسارته إذا ما تخلى عن كرامته. |
|