|
قاعدة الحدث والتي تطورت فيما بعد الى مايسمى بنظرية (الاحتواء والردع ) أو (الثأر الاستباقي ) ، وهذا مرجعه بالضرورة الى عقدة التفوق العسكري التي تسيطر على عقول الساسة الأميركيين عبر تاريخ الولايات المتحدة والتي كان لها تداعيات كبيرة على سياسة الولايات المتحدة بشكل خاص وعلى العالم بشكل عام. الحفاظ على التفوق العسكري الأميركي كان يشغل كل الرؤساء الأميركيين منذ مطلع القرن الماضي حيث أخذ هذا الموضوع يتبلور ويأخذ حيزاً كبيراً ومهماً من الاستراتيجيات الخارجية للإدارات الأميركية المتعاقبة ، إلا أن الحفاظ على هذا التفوق العسكري كان يستلزم من الولايات المتحدة معرفة ما لدى الخصوم من قدرات عسكرية حيث كانت تدار خلف الكواليس حرب من نوع آخر هي حرب الجواسيس التي أنتجت فيما بعد حروبا حقيقية تقوم على النظرية الأميركية المعروفة التي تفترض وجود أعداء وهميين أو خطر كامن ومتوقع من أي بقعة في العالم ،وهذا مايفسر تمدد التدخلات والحروب الأميركية الى خارج القارة الأميركية على أكثر من جبهة ومكان في آن واحد وهذا ما ظهر جليا خلال العقد الأخير . النظرية الأميركية السابقة التي تفترض وجود أعداء وهميين أنتجت فيما بعد معادلة صناعة او اختلاق أولئك الخصوم الوهميين التي تقود بشكل حتمي الى المواجهة والتحارب معهم بهدف التخلص منهم من جهة والحفاظ على التفوق العسكري الأميركي من جهة أخرى وذلك تحت عنوانين كبرى وشعارات زائفة وذرائع واهية كالقضاء على الإرهاب بكل أشكاله أو حماية حقوق الإنسان ونشر الديمقراطيات والحريات أو بحجة امتلاك أسلحة الدمار الشامل التي يحق للبعض امتلاكها دون الغير وهو الأمر الذي يعكس سياسة ازدواجية المعايير بشكل واضح . ويؤكد الكثير من الخبراء والمحللين أن الاستراتيجية الدفاعية الأميركية التي تنطلق من الحفاظ على التفوق الأميركي قاعدة لاستباحة العالم عبر اختلاق الأعداء الوهميين وشن الحروب المصطنعة .. ستجر الويلات على الإمبراطورية الأعظم في القرن العشرين في المستقبل القريب لسببين رئيسيين الأول يعود الى ذلك الإنهاك الكبير الذي أصاب الإمبراطورية على مختلف المستويات والأصعدة نتيجة حروبها العبثية خارج حدودها ، وأما السبب الثاني فهو ينطلق من ان المساعي الأميركية للحفاظ على تفوق القوة تأتي بالضرورة بعكس المسار الطبيعي للطبيعة ، وهو مايؤكده السياق التاريخي لكل الإمبراطوريات السابقة التي اندثرت والتي كانت عظيمة وقوية في تلك الأزمان . |
|