|
قاعدة الحدث في استراتيجيات واشنطن وإدارتها المتعاقبة.. وبعد الحرب العالمية الثانية انتشرت القواعد العسكرية الأميركية بكثافة في أصقاع مختلفة من العالم حتى بلغ عددها نحو 1000 قاعدة متنوعة بذريعة وجود الخطر السوفييتي ووقف المد الشيوعي، ما أدى إلى رسم استراتيجية عسكرية تقضي بتطويق الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو. وقد شنت أميركا حروباً عديدة كي تحافظ على مكاسبها وتستحوذ على مكاسب جديدة. وهي تستميت للحفاظ على تفوقها العسكري كي تبقي على هيمنتها العالمية وتواصل نهب ثروات البلدان والشعوب الأخرى، وفي الوقت نفسه تبرر للأميركيين عدوانيتها بوجود أعداء تخترعهم وتبحث عنهم كي تحافظ على وضعها كقطب أوحد، وخاصة عقب تفكك الاتحاد السوفييتي ومنظومة حلف وارسو. فخلال الحرب الباردة أضرمت سباقاً غير مسبوق للتسلح في البر والبحر والجو والفضاء بذريعة درء الخطر الشيوعي. كما شنت حروباً عدوانية عديدة أبرزها الحرب ضد كوريا والعدوان على فيتنام. وبعد انتهاء الحرب الباردة سعت واشنطن لخلق «أعداء جدد» من أجل تبرير بقاء قواعدها المنتشرة كالفطر في أنحاء العالم، وفي سبيل مواصلة نهب الثروات والإبقاء على مكانتها ودورها كقوة عظمى وحيدة ومهيمنة، والتتبع لسياسات الإدارات الأميركية المتعاقبة يجد أن الحفاظ على مصالح أميركا الحيوية، كان وراء تغيير الاستراتيجيات العسكرية وتطويرها وفقاً للظروف الجيوسياسية المتغيرة . فمثلاً في عهد الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون كان الهدف الاستراتيجي هو الحفاظ على تدفق نفط المنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً. وفي مرحلة الرئيس رونالد ريغن كان التخطيط لحرب النجوم وفي زمن بوش الأب كان الهدف من الاستراتيجية العسكرية آنذاك هو الحفاظ على تدفق النفط من خلال شن الحروب. أما بعد عام 2001 فتحولت الاستراتيجية العسكرية الأميركية إلى ما سمته مكافحة الإرهاب ، فشنت الإدارة الأميركية حربين عدوانيتين ضد أفغانستان والعراق: أما اليوم فإن واشنطن ترسم من خلال استراتيجيتها الجديدة ملامح عدو جديد للتكيف مع التقشف وأيضاً مع الحقائق الجيواستراتيجية الجديدة في وقت تصعد فيه الصين كقوة اقتصادية ثانية في العالم. والهدف الأميركي كان دوماً واحداً وهو الحفاظ على موقعها كقوة مهيمنة وكقطب وحيد، إضافة إلى الدفاع عن الكيان الإسرائيلي ، الذي هو ثابت في كل الاستراتيجيات العسكرية الأميركية |
|