|
ساخرة واتفق عبد الوهاب مع أحد أصحاب المسارح في حلب لإحياء حفلة قابلة للتجديد لحفلات أخرى، وفي الحفلة الأولى نظر عبد الوهاب من خلف الستارة إلى الصالة قبيل بدء الحفلة، فرأى الصالة فارغة باستثناء بضعة رجال من العجائز فسأل عبد الوهاب صاحب الصالة عن بقية الجمهور، فأجابه صاحب الصالة أنه سيقبض أجره كاملاً مهما كان عدد الجمهور وغنى عبد الوهاب أمام العجائز وهم يرهفون آذانهم إليه دون إظهار أي انفعال، وفي اليوم التالي ذهب صاحب المسرح إلى عبد الوهاب في الفندق واتفق معه على حفلة جديدة. وفي المساء فوجئ الموسيقار الكبير بالمسرح ممتلئاً عن آخره، فتعجب وسأل صاحب المسرح عن سبب غياب الجمهور أمس وكثرته اليوم فأجابه صاحب المسرح: إن العجائز الذين حضروا أمس هم سميعة حلب، وهم بمثابة لجنة تحكيم إذا أعجبهم غناء المطرب أوعزوا إلى الجمهور ليحضر في اليوم التالي وإذا لم يعجبهم يمتنع الجمهور عن الحضور!! وذات مرة جلس محمد عبد الوهاب يستمع إلى عزف على البيانو من عازف رديء العزف جداً، وكل عزفه نشازاً وفي نهاية العزف سأل عبد الوهاب العازف: - هل حقيقي أنك لم تتلق درساً واحداً في العزف على البيانو؟ - فأجاب العازف: نعم وأستطيع أن أبرهن لك على ذلك. فقال عبد الوهاب ضاحكاً: - لا داعي.. فقد برهنت على ذلك الآن!! وكان الموسيقار الكبير مشهوراً ببخله ومن ذلك أنه اضطر ذات يوم لدعوة ستة من أصدقائه للعشاء في منزله وفي صباح يوم الدعوة اتصل بأحد أصدقائه وقال له (إن طباخك ماهر في تحضير الأكلة الفلانية وطلب أن يجهز الطباخ له كمية منها) وكرر طلبه من عشرة من أصدقائه الآخرين طالباً من طباخيهم أن يحضروا له كمية من أكلة جديدة وفي المساء كان على طاولة العشاء عشرة أصناف من الطعام دون أن يدفع عبد الوهاب مليماً واحداً. |
|