|
ساخرة وبغرامه بالطعام، وكان عام 1949 مديراً للمطبوعات قبل إنشاء وزارة الإعلام وفي تلك السنة كتب الدكتور عبد السلام العجيلي المقامة الصحفية من وحي الأستاذ رشيد. لقد رأى بطل المقامة نفسه في المنام صحفياً في عهد هارون الرشيد وفي قصر الخلافة يبحث عن ديوان الصحافة، إلى أن أخذ بيده أحد الخصيان، وقاده من ديوان إلى ديوان حتى أتى به إلى صاحب الديوان وإذا به نائم بالضحى بلحية لا كاللحى وعمامة كفردة رحى. بعد أن فتك بدجاجة وصاح الرجل: يا مولانا يا زين المقامات يا غارقاً في سبات، صحفي جاء من الشام فإلى متى المنام؟ فتثاءب المدير وشخر، ثم إنه صاح: ما هذا العلاك، أطال الله بقاك؟! أليس لي أن أغفو في الغداة، بعد أن فتكت بدجاجة ونصف شاة؟! وعاد فغط فقرب منه رغيفاً فنطّ، وقال: ماذا تروم أيها المشؤوم؟ رسول من مقهى البرازيل قال: بعثني أهل القال والقيل من سكان مقهى البرازيل أتسقط لهم الأسرار، وأتنسم الأخبار، وأتعرف على أنباء الحروب ليعلق عليها أبو أيوب - من ظرفاء مقهيي البرازيل والهافانا - هنا صاح صاحب الديوان: نحن في واد وأنت في واد كأنك نسيت أننا في بغداد، في خدمة أمير المؤمنين المظفر ووزيره البرمكي جعفر وبعد أخذ ورد قال رئيس الديوان: دع عنك الترهات وإذا كنت قلت شيئاً فهات! من شعر العجيلي الساخر قال صاحب المقامة الصحفية: اندفعت أقول وعمر السامعين يطول: قصدتك يا مديري من بعيد وشوقي ما عليه من مزيد لك الكرش الذي قد ضاع فيه وفود الجاج تترى في وفود وتأتيك الصواني وهي ملأى فترجع فارغات من جديد كذلك ديدن الأبطال قدماً مآكلهم على قدر الجهود وتشخر لست أدري حين تغفو غطيط ذاك أم قصف الرعود فلو كان الخليفة لي مطيعاً أقامك قلعة عند الحدود فأنت الجيش زمجرة وزحفاً وعند النوم كالبرج المشيد حين صحا من النوم ثم إنه يستطرد قائلاً: فلما سمع مني الكلام تبسم لهذا النظام وقذف إلي كيساً من حرير، للدنانير، فيه صرير فهجمت عليه والتزمته وقبلته عشراً ولثمته، وأفقت من نومي على ذاك وأنا من فرحتي في ارتباك وإذا بي على الحصير محتضناً خشبة السرير وقد أصابني في الرأس جرح كبير. الجدة تفسر المنام وعندما قص الراوي على جدته هذا المنام فسرته قائلة: الكبير - صاحب الديوان - صاحبك الملوحي - وخشبة السرير الأستاذ روحي - المقصود الأديب الناقد الحمصي: روحي فيصل - أما تفسير الدنانير والكيس، فإنه في يوم الخميس سيلقي بك الحجاب، قذفاً إلى الباب فتتمزق ثيابك وتعرى وقد تشج شجة أخرى وينهي د. العجيلي هذه المقامة الصحفية هكذا: قلت: إذاً نحمد الله على الإفلاس، ونستعينه على أكل ديون الناس، ولا حاجة لنا في المنام، عطاؤه يشج الهام. وهكذا يا صاحبي لم أقبض ولا(سنتي) وقضيت العيد مفلساً في بيت ستي. |
|