|
من داخل الهامش عرب وعروبة و حضارة أعطت العالم معناه يوم كان يغط في ظلام دامس.. وسورية قلب هذه العروبة، لا يمكن لها إلا أن تكون كذلك القلب الذي يتوقف يجعل الجسد جثة هامدة، وسورية العروبة والانسانية و الحضارة صاحبة التاريخ الحضاري الممتد عشرة آلاف ونيف لا تأبه برمال تسفوها رياح ليست إلا زوبعة في فنجان.. سورية التي انطلق صقر قريش عبد الرحمن الداخل وصنع مجد العرب في الأندلس. سورية التي أعطت العالم أول أبجدية وأول لون، و أول مدينة مأهولة، ليست في مهب الريح بل هي في مهب القلب ضياء العيون، وشرايين الدم.. هي القلب و الجسد.. وقد يقسو البعض عليها، يحاولون أن ينالوا منها.. وكذا القمم من لا يستطيع أن يصل ذراها يفعل ما يفعل، وتبقى القمم شامخة، تبقى سامقة ويدور الصغار محاولين الوصول لكنهم تائهون، العروبة كما أشار السيد الرئيس بشار الأسد هي التقانة و الحضارة والانتماء، هي حضارة العرب و من انصهروا معهم في ذروة العطاء.. لاشوفنية، ولا عصبية، ولا اقليمية.. سورية العروبة أطعمتهم في السنين العجاف، صنعت لهم مجداً يوم تعروا لكن النصر يبدو أنه لا يليق بهم، فأرادوا إكليل الشوك لا الغار.. العروبة متجددة أبداً، لا تتكلس تثرى بالحوار، بالتفاعل بالتواصل، تأخذ و تعطي، و هي ليست معنى لعرق أو جنس بل معنى حضاري، هكذا العروبة التي انطلقت من سورية من مدارسها، جامعاتها، مبدعيها، مفكريها، سياسيها.. العروبة عبق نشرته سورية في كل مكان، و قد أشار السيد الرئيس إلى ذلك وتوقف عند الدور الريادي الذي قامت به سورية في الثقافة العروبية، نشراً، وتواصلاً، وتعريباً.. أرادوا الصدأ لمعناها جاهدوا لأن تكون شكلاً بلا معنى، أن يكون المستعربون عنوانها.. لكن الجوهر الأصيل لا يخفى، لا يصدأ، والقلب لا يترك الجسد، وسورية هي الجوهر و القلب و المعنى، وكل يوم تقدم صفحة جديدة في انتمائها العروبي و الانساني. |
|