تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صحفيون سلوفاك زاروا سورية وكتبوا: نعتذر لأننا كنا نجهل الحقيقة... الإعلام الغربي يضلل .. والسوريون كبار بقوميتهم وكبريائهم

الثورة - خاص
أخبار
الخميس 12-1-2012
نقل مجموعة من الصحفيين السلوفاك الذين زاروا سورية مؤخراً بدعوة من الاتحاد الوطني لطلبة سورية انطباعاتهم ومشاهداتهم بكل امانة ومهنية كاشفين حجم ما تتعرض له سورية من حملات تشويه وتضليل بعيدة كل البعد عن حقيقة مايجري على الارض

حيث التكاتف الشعبي والجماهيري الواسع مع القيادة والشعور العالي بالانتماء ومحبة الآخرين.‏

المشاركون في الوفد السلوفاكي قضوا عدة ايام في سورية زاروا خلالها المدن والساحات والجامعات والاسواق وقابلوا الناس وشخصيات مختلفة ومسؤولين وحملوا معهم انطباعاتهم سطروها واضحة بأقلامهم عبر الوسائل الصحفية ووسائل النشر المتاحة في بلادهم.‏

ولأهمية ما حملته هذه الكتابات من وقائع مهمة وحقائق ومصداقية ننشرها هنا تأكيداً واحتراماً لمشاعر المودة التي حملها الأصدقاء السلوفاك لبلدنا و لكلمة الحق التي قالوها بلغتهم و بمشاعرهم وسطروها بأقلامهم فلنتابع:‏

كتب مارتين كوبالا‏

قبل عشرة أيام كانت معلوماتي قليلة جدا عن سورية، و حتى تلك المعلومات كانت خاطئة بعض الشيء. وأنا عندي حب المغامرة واكتشاف أشياء جديدة. وهكذا في البداية دخلت إلى هذا البلد الشرقي و تمكنت من معرفة شيء جديد بالنسبة لي.‏

عند وصولي إلى المطار و في الطريق إلى مركز دمشق كان عندي شعور غامض و لكن هذا الشعور اختفى فورا في اليوم الثاني عندما بدأ برنامج زيارتنا وبدأنا بالتأقلم في هذا البلد. فبدل الفوضى أو الديكتاتورية والعسكر رأيت شيئاً مغايرا حيث شعرت بفرح صادق قدمه لنا السكان المحليون و بكل مكان. و لم أجد فرقا عندما كان يتعلق الأمر بزيارة رسمية مع المسؤولين الدينيين او في زيارة للسياسيين أو زيارة الجامعات كل واحد التقينا به عرف عن سلوفاكيا أو تشيكوسلوفاكيا وكما لو أننا كنا دولتين متجاورتين.‏

من خلال برنامجنا الغني كان لدينا إمكانية التعرف على سورية ومن كافة النواحي. لقد تركت أثرا كبيرا في داخلي كافة اللقاءات مع الأشخاص والزيارات للأماكن الثقافية والأثرية أو في أي مكان أو من خلال المشي في أسواق دمشق.‏

لو أردت أن أكتب هنا عن كل شيء رأيته و أعجبني لن أستطيع أن اجد الكلمات الكافية للمديح و الإعجاب. لا يمكنني إلا أن أتذكر الضيافة الكبيرة النابعة من القلب من السوريين والذين يعرفون أن يتعايشوا بين بعضهم بسلام ومحبة ان كانوا مسلمين أو من أديان وقوميات أخرى.‏

يمكنني القول إنه حتى مع الاختلاف بالدين والثقافة بين السلوفاك والسوريين يوجد تشابه بيننا.‏

ويجب القول بأن الأحكام المسبقة عن سورية يجب أن ننساها و نعتبرها من الماضي. ولهذا أعتقد أنه يمكننا في سلوفاكيا أن نتعلم الكثير من سورية.‏

في الختام يمكنني أن أضيف، بأنني أصدق وأعتقد بأنني سأتمكن من العودة إلى هذا البلد. ليس فقط لأستمتع بثقافته بل لأتمكن من أن أعيش حياتها اليومية ولأشعر لفترة بأنني أعيش وأحس كالسوريين.‏

من جانبه جوزيف جوزيف دوريتسا صاحب مجلة www.musa.skومصور ">‏

www.musa.skومصور محترف كتب يقول:‏

عندما سمعت بخبر القيام برحلة إلى سورية وحصلت على دعوة من الاتحاد الوطني لطلبة سورية عن طريق السيد المهندس علي أسعد، في هذا الوقت بدأت بالتحري بالتفصيل عن هذا البلد. أعترف أنني كنت أفكر بأن سورية هي في سلة واحدة مع البلاد العربية، حيث هم إرهابيون ومتطرفون.. ولذلك أنا الآن وبصدق خجل من نفسي لهذا التفكير. هذه الأفكار وضعها في رأسنا الإعلام، ليس فقط في سلوفاكيا بل في كل أنحاء العالم، وفي بعض الأحيان أذهب إلى السينما لأشاهد فيلماً اميركياً ويكون محتواه هجوماً من إرهابيين عرب، لم أفكر أبدا أنه من الممكن أن تكون الحقيقة مختلفة عن ذلك، و،لكن بعد إقامتي في سورية رأت عيناي الحقيقة.‏

قبل زيارتي لهذا البلد لم أر في التلفزيون أو على الإنترنت أي شيء إيجابي، و حتى وزارة الخارجية السلوفاكية تنصح بعدم السفر إلى سورية.‏

حتى زوجتي كانت خائفة جداً، لأن المعلومات التي كانت تصلنا، تقول إن النظام و الحكومة في سورية يقومون بالجرائم والقتل والتنكيل بحق الشعب، ولكن وبطبيعتي كمصور قررت أن أزور هذا البلد وأجمع بعض الصور.‏

بعد وصولنا إلى مطار دمشق كان بانتظارنا جمع من الصحفيين ومراسلي التلفزيون، كنت أتوقع أن أرى جيشا وبنادق ودبابات وقتلاً وتنكيلاً، لكنني تفاجأت حيث إنني لم أر أي شيء من ذلك يدل على وجود مظاهر مسلحة طيلة المسافة من المطار وحتى دمشق، وحتى خلال إقامتي هناك في اليوم الأول والثاني والثالث وحتى آخر يوم في الزيارة (رأيت فقط في السوق مشاجرة بين سائقين اختلفا على أفضلية المرور).‏

وفي يوم وصولي إلى دمشق أخبرتني زوجتي أن التظاهرت تعم دمشق ولا يوجد إنترنت أو اتصالات، حسب ما أوردته شبكات الإعلام الأوروبية، ولكن في الحقيقة كان حولنا هدوء مطلق وحياة عادية الموبايل كان شغالا و كذلك الإنترنت لأنني تواصلت مع عائلتي، كما أن المحلات كانت مفتوحة حتى ساعات الليل المتأخرة.‏

زرنا عدة مدن والتقينا بالعديد من المسؤولين في الدولة والمثقفين ورجال الدين و المحافظين في المدن التي زرناها و كذلك مع معاون وزير الخارجية، ببساطة ملكنا الوقت الكافي والإمكانية حتى نتمكن من تشكيل رأينا بالبلد والمواطنين بشكل حر و صحيح.‏

وفي الختام أقول:‏

بالتأكيد يوجد بعض الأماكن التي تعاني من عدم الاستقرار، حيث يموت أناس أبرياء ولكن ليس بسبب الحكومة وعسكرييها، بل بالعكس العسكريون يخاطرون بحياتهم كي يقوموا بحماية المدنيين الأبرياء من العصابات الإجرامية المسلحة والتي تقوم بقتل وترويع الناس من أجل حفنة من الدولارات.‏

الناس في الشوارع تدعم الحكومة و الرئيس و لكن الإعلام الأجنبي يفبرك الأخبار و الصور عن طريق المنتجة والتزوير حتى تبدو وكأن الشعب يثور ضد قيادته، لذلك يجب على الإعلام أن يكون منصفا ولا ينحاز للقوى العالمية كي يمكنها من القضاء على هذا النظام و الذي يعمل في البلاد و بشكل جيد.‏

ولماذا كل هذا؟ إنه من أجل السلطة و المال، لماذا نعطي الأفضلية للحروب ولا نتمسك بالقيم والمبادىء الحقيقية كالسلام والهدوء والحب. نريد أن نعيش سعداء.‏

عندما كنت على العشاء في آخر يوم من زيارتي لسورية، عرفت أن إقامتي هنا شارفت على الانتهاء انتابني شعور بالحزن وفي النهاية لم أستطع أن أكبت مشاعري فبكيت.‏

هذه البلاد التي ينعم بها المواطن بالعناية الصحية والعلاج في مشافيها والتعليم المجاني وبأفضل المستويات، يمكننا فقط أن نشعر بالحسد.‏

تقترب أعياد الميلاد وكل واحد منا لديه أمنية خاصة، أما أنا فأمنيتي وحيدة وهي أنني أتمنى أن تبقى سورية وللأبد بلداً آمناً، مستقراً وحراً، وأن ينعم المواطنون السوريون بالهدوء و الاستقرار.‏

وتحت عنوان:‏

تقييم الملاحظات في سورية بقلم المهندس ميخال لازاراتشك نقرأ:‏

تلبية لدعوة الاتحاد الوطني لطلبة سورية، تواجدت كمراقب للأحداث الحالية التي تعيشها سورية. في مطار فيينا شعرنا بالتعامل بصداقة و حميمية من طاقم السورية للطيران. كافة لقاءاتنا و في كل مكان ذهبنا إليه كانت لقاءات صداقة نابعة من القلب.‏

المواطنون عرفوا أننا من أوروبا، فسألونا من أي دولة نحن. وعندما عرفوا من أين نحن، فورا قالوا لنا إننا ننحدر من قلب أوروبا. ولم ينسوا أن يوضحوا لنا أنهم ملكوا علاقات جيدة مع تشيكوسلوفاكيا و في جميع المجالات، والحياة الثقافية.‏

في الجامعات التي زرناها في دمشق و اللاذقية يوجد معيدون تخرجوا من جامعات براغ وبراتيسلافا، كان لدينا شعور جيد عند سماع اللغة التشيكية بدون أخطاء والترحيب الجميل بنا باللغة السلوفاكية.‏

في العاصمة دمشق ومحيطها تحركنا بحرية ولمدة ثلاثة أيام تقريبا. وقمنا بزيارات لمؤسسات أخرى سواء اقتصادية، تعليمية أو دينية. في كل مكان كان الترحيب بنا من قبل ممثلي القيادة و الذين أجرينا معهم محادثات ودية واستمرت لعدة ساعات.‏

بعد نهاية الدوام قمنا بزيارة الأسواق، لأن الحياة هنا تبدأ بعد الساعة السادسة مساء، خلال يوم العمل تكون الحركة في المدينة من قبل الناس قليلة جدا، لأن الجميع يكون مهتماً بأعماله. في سورية لا يوجد بطالة. الزيارة الأكثر حزنا كانت للمشفى العسكري. فبعد استقبال المدير لنا اخترنا 14 من العسكريين الجرحى في غرفهم وسألنا ماذا حدث لهم، الإجابات كانت حزينة، ولكنهم لم يتأسفوا لأنهم جرحوا وأصيبوا، حيث إنهم يعتبرون أن الدفاع عن الوطن ضد مثيري الشغب وخرق الهدوء شرف لهم.‏

كانت مفاجأة سارة لنا عادات الطعام للمواطنين السوريين، ففي كل مكان كان الطعام شهيا وجميع المواد الأولية و الغذائية كانت من انتاجهم الخاص. كان لدينا إمكانية زيارة عدد من المطاعم، وهناك أيضا شعرنا بالمحبة القلبية من مضيفينا، الذين عرفونا من خلال الإطلالات في نشرات الأخبار الرئيسية في أهم قنوات تلفزيونات سورية.‏

التاريخ السوري قديم جدا و ممتع، عنده الكثير من الثقافة والآثار من العصور القديمة، والتي تعتبر للسياح تجربة ممتعة لا تنسى. كنت معجبا جداً بالهندسة المعمارية الحالية وتقنيات البناء لديهم، لأن الأعمال المعمارية الموجودة تستوجب الإطراء والإعجاب، والذي يؤكدها الكثير من الأبنية الجاهزة والتي هي قيد الإنجاز.‏

بنفس الوقت أحب أن أقول إن المواطنين السوريين هم أمميون وشعورهم القومي وكبرياؤهم مماثل لذلك. حيث يغذي عملهم وكبرياءهم و لكنه ليس ضد الأمم الأخرى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية