تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هـــذه ســـاحـــاتنــــا

الافتتاحية
الخميس 12-1-2012
بقلم رئيس التحرير علـي قـاسـم

لم تكن ساحة الأمويين مجرد شاهد.. بل هي حاضن للسوريين وقلب عاصمتهم الشاهد الحي منذ فجر التاريخ.. فيها ومنها انطلقت أمجاد وحضارات.. ، كان السوريون حراسها الأمينين والصادقين في كلمتهم وأفعالهم.. في مواقفهم وتعابيرهم.

في ساحة الأمويين يرتسم الحدث.. ومنه يمتد في البقاع السورية.. إلى الساحات المزنرة بتلك السواعد وهي تقول هذه سورية.. هي لنا.. ولانقبل بغير ذلك.‏

حين نزل السوريون إلى الساحات ليؤكدوا تمسكهم بالإصلاح.. ومحاربة الإرهاب في الآن ذاته.. كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ زمن بعيد.. وفي كل مرة كانوا يمنون النفس..‏

أمس كان الحدث.. وأمس كان بينهم.. ومن أجلهم.. لأنه وعدهم يوماً ولم يخلف بوعده.. انتظروه وجاء على الموعد.‏

لانعتقد أن هناك من يجادل في الرسالة التي شهدت سطورها ساحة الأمويين.. ولا من لم يرها بكل التفاصيل التي فيها.. وكل المعاني والتعابير التي اشتقّت منها.‏

سيبقى أمس نقطة فاصلة في تاريخ السوريين، وسيكتبون هنا كان الرئيس.. في هذه الساحة وعلى هذه المنصة.. بينهم ومعهم ليؤكدوا معاً التمسك بالإصلاح وبمحاربة الإرهاب.‏

وسيبقى في التاريخ السوري من يسجل أنه الرئيس الذي كان بين الشعب ومعه.. منهم كانت إرادة البقاء والتحدي، ومعهم كانت راية الانتصار.‏

وساحة الأمويين ستسجل في سجلها أنها احتضنت الشعب والرئيس.. تبوأت منصتها كلماته ورددت أرجاؤها هتافاتهم.. وقاسيون الشاهد يرنو بناظريه يحتضن الساحة والسوريين والرئيس معاً.‏

حَدَثٌ يعيد ترتيب الأولويات، ويدخل مباشرة في تبويب الاهتمامات.. حين يجدد اتساع الساحات لتكون المهد الجديد لها.. من خلالها ترتسم صورة سورية المتجددة، وتبني من هنا ملامح وجدانها المتمازج بين الشعب والقائد.‏

الملايين السورية في كل الساحات كانت تنتظر هذه اللحظة.. هذا ما أفصحت عنه تعابيرهم في كل مرة، وهم يؤكدون وحدتهم وتمسكهم بقرارهم.. وبقيادتهم وأنهم مع نهج الاصلاح.‏

انتظارهم كان له ما يبرره.. وكان له ما يسوغه.. وهم الذين اعتادوا أن يكونوا المؤشر في إحساسهم ومشاعرهم للخطوة القادمة، وحين بدا أن ذلك الانتظار له دوافعه كانت الاستجابة وهي لم تقتصر على إرواء ظمأ السوريين بإطلالة السيد الرئيس بشار الأسد، بل أيضاً في الإجابة على طيف واسع من الأسئلة الملحّة التي تراكمت على مدى الأيام والأشهر الماضية.‏

ما هو محسوم كان ينتظر التأكيد.. وما هو معمول به كان يتطلع إلى الاستمرارية.. وما هو واقع كان يحتاج إلى إعادة تشخيص وصولاً إلى رسم ملامحه المستقبلية وفق معطيات ملموسة وحاضرة.‏

بهذه الروح كانت حدود التلاقي السياسي مع أطياف السوريين تكاد تتطابق، والتقاطعات التي ارتسمت على كثير من الوجوه.. كانت تردد ما سبق لها أن قالته، وإن كان بلغة قد تبدو مختلفة أو مغايرة.‏

ربما ما يعنينا اليوم هو ما بعد الانتظار، وقد رسم حضوره الواضح في استلام الإجابات الشافية على كل الأسئلة، من أصغرها حتى أكبرها.. ومن أبسطها حتى أعقدها.. ومن أضيقها حتى أوسعها.. وبالتالي فإن الغد يحضّر ذاته للانطلاق بهذه الروح التي أنتجتها تلك التقاطعات التي أفسحت في المجال أمام بروز مسؤوليات لا نعتقد أن هناك عيناً أخطأتها، ولا إذناً لم تسمعها.‏

من تشخيص الواقع، بجزئياته وتفاصيله، إلى رسم معطيات المستقبل وتحديد أولوياته، مروراً بما تقتضيه الظروف من إجراءات تحمل ما تبقى في الذات نحوها..‏

نكاد نجزم أن الأسئلة المتعبة التي تشعبت في المرحلة الماضية وجدت الأرضية الشافية لإجاباتها ونجزم أيضاًَ أن التفسيرات والاستنتاجات وحتى التوقعات بدت اليوم خارج الافتراضات وهو ما سيجد مرتسماته في الخطوات القادمة التي بدأت تحركها بالتوازي والتزامن..!!‏

a-k-67@maktoob.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية