تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إبداع روائي

ثقافة
الأحد 16-6-2019
(شامان) عنوان رواية صدرت عن دار رسلان للأديب غانم بو حمود ب223 صفحة من القطع المتوسط.

تدور أحداث الرواية في (سدرين) وجبلها, و(سدرين) هي أي مكان ولامكان في نفس الوقت, هي مزيج روحي ومادي.‏

يقول الناشر ان بطل الرواية هو القارئ لأن جميع أبطالها انعكاس لصورته في مرآة الزمان والمكان, أو إذا شئنا في مرآة اللازمان واللامكان.‏

رواية شامان كُتبت بأسلوب لطيف جذاب ليستمتع القارئ بالحكمة العميقة وراء الأحداث, والتي قد تكون في ظاهرها بسيطة وقد تحتوي على عوالم لانهائية لو تعمقنا بها.‏

يتساءل الروائي حمود هل البائع الجوال سيكسب سلته بخرزاتها التي لاتنتهي؟ وكيف يحدد ذاك الفلاح الجهات الأربع؟ جهات لاتشير إليها بوصلة في النهار ولانجوم الليل؟ كثيرون أتوا إلى (سدرين) وهم يظنون أن الثيران غبية, والأشجار صماء والجهات عرجاء.‏

لكن (شامان) جاء يبحث عن كهف (سدرين) الأسطوري, أم أن الكهف مجرد أسطورة؟ أو ليست كل أسطورة حقيقة ما, ضاعت تفاصيلها في غياهب الدهور؟‏

ترسل (أم شامان) قابضة على قلبها - وحيدها مسافراً إلى (سدرين) أو ليس في السفر اكتساب للحكمة والشجاعة؟ أوليست المرأة هي من تهندس لنا حياتنا منذ الأزل؟‏

ومن الرواية نقتطف المقطع التالي: في طريقي إلى المدرسة رأيت الشاب شامان على مقربة من الفلاح (ميخا) رميت عليه السلام, وتجاوزت المكان مسرعاً إلى مدرستي, التي كان بعض تلامذتها يذكرون اسم شاب غريب يقيم في سدرين إلى حين عثوره على كهفها... سألني أحد التلاميذ إذا كان من حق هذا الغريب دخول كهف سدرين قبل دخول جميع تلامذة المدرسة, وسألني تلميذ آخر إذا كان من حق الشاب أن يقتلع الكهف من مكانه, ليذهب به إلى إقليمه البعيد, أما الفتاة التي تجلس في المقعد الخلفي من الصف فقد برهنت على أن ترك فجوة في جبل شان, سيجعل منها بركة تتجمع فيها المياه, التي لاتلبث أن تغدو آسنة بعد فترة قصيرة من الزمن, قاطعها تلميذ فاحم الشعر بقوله لايجوز الوثوق بما قالته زميلتي إلا بعد حدوث عملية الاقتلاع, ما أدرانا أن يتفجّر نبع دائم الجريان, سررت من تخيّلات التلاميذ, ابن الكرام رغب في أن يكون ماؤه من نبيذ معتق, وابن الزيّات رغب في أن يكون ماؤه من زيت, أنا ابنة العسّال فلم تخفي رغبتها في أن يكون ماء النبع من عسل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية