تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


برنامج نتنياهو.. مفاوضات من أجل المفاوضات

شؤون سياسية
الخميس 30-4-2009م
وائل ديوب

إحياء عملية السلام أصبح عنواناً لأي إدارة أميركية أو أوروبية جديدة بسبب قتل إسرائيل لهذه العملية، وفي كل مرة عملية الإحياء فيها لاعبون جدد بخطة جديدة وشروط مختلفة

ما يعني نقطة بداية جديدة واستئنافاً جديداً للمفاوضات وكأن الأمر ليس سوى صناعة وهم سلام يساعدهم في حشد دعم دولي على جبهات أخرى تحقق مصالح أميركا وغيرها على امتداد العالم.‏

وآخر حلقة في سلسلة التفاوض الخادع كان لقاء أنابوليس للسلام الذي جمع الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف التوصل إلى تسوية تعثرت طويلاً، دون أن تفوتهم الإشارة إلى أن المؤتمر ليس إلا بداية للمفاوضات بين الجانبين، وانتهى اللقاء كما هو معلوم بتعهد الرئيس بوش بالوصول إلى تسوية قبل نهاية عام 2008.‏

واعتبر إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل حينها أن اتفاق أنابوليس هو أحد الانجازات الإسرائيلية الكبيرة حيث لم يشهد تاريخ إسرائيل اجتماعاً وقف فيه على منصة واحدة قادة إسرائيليون وفلسطينيون وأمريكيون بالإضافة إلى مسؤولين من دول عربية وإسلامية مضيفاً: إن العالم أدرك أن إسرائيل حقيقة دائمة وادعى أن إسرائيل ستدفع ثمناً دولياً باهظاً جداً في حال أهملت الاتفاق لكنه لم يأت أبداً على ذكر «دولة» فلسطينية مستقلة. انقضى عام 2008 وذهب معه عهد بوش وتعهده، وأولمرت وادعاؤه وجاء ليبيرمان ليقول: إن إسرائيل غير ملزمة باتفاق أنابوليس وإن هذا الاتفاق لم يعد سارياً.‏

واليوم إذ تعلن إسرائيل موافقتها على المشاركة في مؤتمر السلام المزمع عقده في موسكو فإنها تشترط حصولها على تعهد بعدم إجراء مفاوضات في المؤتمر وعدم فرض أي حل عليها والتأكيد على مسار المفاوضات الثنائية دون تدخل أجنبي.‏

وفي حلقة جديدة أكد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل أن الولايات المتحدة تؤمن أن الحل القائم على دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام يشكل الحل الأفضل والوحيد الكفيل بتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً التزامها بأمن إسرائيل دون أدنى إشارة إلى أمن الفلسطينيين الذين يتعرضون للقتل والتهجير على مرأى العالم كله.‏

لم ينتظر ميتشل إلا قليلاً حتى سمع رداً جاهزاً من نتيناهو وهو مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية قبل الحديث عن دولتين لشعبين.‏

وعندما طرح نتنياهو برنامج حكومته أمام الكنيست لم يقل دولة فلسطين بل قال :إنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين حول وضع دائم يتمكنون من خلاله إدارة شؤونهم بأنفسهم أي بالعودة إلى الحكم الذاتي هذا فضلاً عن عدم اقتناعه بالأساس بفكرة الانسحاب من الأراضي الفلسطينية مقابل السلام، كما أنه لم يأت على ذكر مبادرة السلام العربية التي يتمسك بها العرب من طرف واحد وأعطوا المجتمع الدولي الفرصة تلو الفرصة لإنجازها.‏

إن استعداد نتنياهو للتفاوض مبني على قاعدة المماطلة التي أرادها أكثر من مسؤول إسرائيلي منذ انطلاق عملية السلام في مدريد عام 1991، عندما أعلن شامير رئيس الوفد الإسرائيلي علناً أن في نيته إطالة التفاوض مع العرب والفلسطينيين عشرات السنين تكون إسرائيل خلالها قد فرضت أمراً واقعاً على الأرض يصعب تغييره عند الحديث عن أي تسوية.‏

ونتنياهو الذي أبدى استعداده لتفاوض مشروط ضم إلى حكومته أحزاباً كان قبولها بالانضمام مشروطاً بعدم الدخول مع الفلسطينيين في مفاوضات حول قضايا الوضع النهائي وها هو لسان حالهم ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» يقول: إنه لن يقبل في أي حال من الأحوال أن يقول حزب الليكود إنه سيمضي قدماً في عملية التفاوض مع الفلسطينيين دون أن يغفل التأكيد على عدم استعداده التنازل عن ملليمتر واحد من الجولان السوري المحتل.‏

واعتبر ليبرمان بعد لقائه مع ميتشل إن مسيرة السلام وصلت إلى طريق مسدود وأن طريقة المفاوضات منذ أوسلو و «التنازلات» التي قدمتها إسرائيل لم توصل إلى نتيجة مضيفاً: إن الحكومة الجديدة ستضطر إلى بلورة طريقة جديدة للمفاوضات مع الأطراف العربية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية