|
رؤية من نيسان كيوم عالمي للاحتفال بالكتاب، وقد تكون المنظمة الدولية اتخذت قرارها بعدما شخصت واقع الكتاب والصد الذي يعانيه من القراء، فأطلقت احتفاليتها تلك كنوع من مده بمقومات الحياة بعد أن مات سريرياً عند كثير من الشعوب الموسومة تاريخياً أنها مجتمعات قارئة و عريقة في الكتب والمكتبات. ولربما كان الحق مع اليونسكو في أن خير جليس وأنيس بات مذموماً وثقيل الظل وأن رحابة رفوف المنازل والمكتبات البيتية لم تعد تتسع له، ولكن ماذا تفعل الدعوة على صعيد إعادة التضامن مع الكتاب الذي حمل نتاج البشرية كلها؟ وكيف يمكن ليوم واحد أن يمحو تراكم سنين طويلة من الصد والابتعاد عن خير جليس؟ وهذا الإحجام فرض على وزارات الثقافة ضغوطاً إضافية لإيجاد توليفة جديدة تجمع الطرفين المتخاصمين، وقد يكون السعر هو العامل الأبرز في هذه التوليفة، وهو ما اعتمدته وزارة الثقافة السورية بتخصيص شهر كامل لبيع جميع مطبوعاتها بحسم يصل إلى ستين بالمئة. الابتعاد عن الجليس اقترب من أن يكون عادة، وهذه العادة تكاد تكون راسخة على الأقل في المجتمعات العربية التي تتقدم سنوياً في مؤشرات تراجع القراءة، والاحتفال بيوم لن يمحو تلك العادة ما لم تحل مكانها عادة جديدة توازيها فائدة، وإلى أن نكتشفها سنبقى ننعي الجليس وكأنه حي بيننا كما كليب عند اليمامة. |
|