تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عاصمة للثقافة الإنسانية

ثقافة
الخميس 30-4-2009م
علاء الدين محمد

القدس هي عاصمة للبشرية والإنسانية كلها، وإذا حل فيها السلام والوئام حل السلام في العالم كله، وتؤكد الوثائق التاريخية أن اسم «أورشليم» لم يكن إلا اسماً مؤقتاً أطلق عليها،

باعتبار أن الرومان أطلقوا عليها اسم «ايليا كبيتولينا» وظل هذا الاسم ملاصقاً لها حتى مجيء المحررين العرب عام 636 م حيث أكد سفر ينيوس في العهدة العمرية على اسمها «ايليا» وليس «أورشليم».‏

في فرع اتحاد الكتاب الفلسطينيين ألقى الأستاذ فتحي رشيد محاضرة بعنوان «القدس عاصمة للثقافة الإنسانية» قدم من خلالها معلومات تاريخية غاية في الأهمية حيث ركز في حديثه على أن فلسطين مركز انتشار الحضارة الإنسانية بغض النظر عن الإنجازات الحضارية الكثيرة التي نشأت في العصور الحجرية أو العصر البرونزي أو الحديدي وسواء أكان ذلك في بلاد ما بين النهرين أو بلاد فارس، أو مصر أو الجزيرة العربية فإن أغلب المؤرخين يؤكدون على أن أكثر من أربعين منجزاً حضارياً ولاتزال البشرية كلها ترفل بنعيمها حتى الآن، ويؤكد جميع المؤرخين أن الكنعانيين استقروا في هذه المنطقة منذ ما يزيد عن 5000 عام ق.م وأنهم أول من صنع سفينة قادرة على عبور البحار وكانوا الأقدر على ايصال جميع المنجزات الحضارية التي أنجزتها فلسطين والمنطقة إلى جميع شواطئ وبلدان البحر الأبيض المتوسط أولاً ومنها إلى جميع بقاع العالم الداخلية. وأشار المحاضر إلى بعض الصناعات التي تدين البشرية بها للكنعانيين مثل صناعة الزجاج والألوان والأصبغة، ونظام الحساب وحفر الأقنية والخزانات الجوفية الطويلة والواسعة والتي تعتبر إنجازات كنعانية بحتة لم يسبق لأي منطقة في العالم أن توصلت إليها قبل الكنعانيين.‏

ولقد كتب أولاف برغرين في ص 15 من كتابه قصة الكتابة: إن الفرع الأول في اللغات السامية القديمة هو الفرع الكنعاني الذي أخذ منه اليونانيون حروفهم عندما حكموا فلسطين قبل الميلاد ب 300 عام ويؤكد على أن الفينيقيين الذين استخدموا نظام الكتابة الذي توصل إليه إخوانهم الكنعانيون قد نشروا هذا النظام في جميع المدن الفينيقية، بينما يرى الياس البيطار في كتابه الأبجدية الفينيقية والخط العربي، أن الأبجدية الكنعانية الشمالية الأوغاريتية لا تزال تستخدم حتى الان في السويد والنرويج وفنلندا، ويؤكد ويلغنسون أن أقدم آثار اللغة الكنعانية من حيث الألفاظ والمصطلحات قد وردت في رسائل موجهة من بعض الأمراء الكنعانيين إلى الملك آمون في القرن 14 ق.م ثم تلتها رسائل منسوبة للملك الكنعاني «كلموا» كشف عنها في قبرص.‏

وختم فتحي رشيد محاضرته بثقافة الصمود والثبات والمقاومة، حيث قال: إذا كانت فلسطين أرض الكنعانيين والقدس بالذات قد تعرضت لعشرات الغزوات ومئات المجازر والمذابح والتي لا تشكل الغزوة الأخيرة للصهاينة لها إلا إحداها فإننا نؤكد على أن شعبها الكنعاني لم يغادرها يوماً واحداً اطلاقاً، وظل صامداً فيها كالصبار والشوك والزيتون، ومع أن الغزوة الأخيرة كانت الأشرس والأعنف لأنها كانت ولا تزال مدعومة من جميع قوى الشر في العالم إلا أن 65٪ من أبناء شعبنا أحفاد هؤلاء الكنعانيين ظلوا صامدين على أرضهم و 30٪ طردوا منها قسراً ومازالوا يحيطون بها في سورية ولبنان والأردن إحاطة المعصم باليد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية