|
ثقافة تنويعات راقصة قدمتها أكثر من فرقة راقصة عالمية في ملتقى دمشق للرقص المعاصر الأول بتنسيق من تجمع تنوين للرقص المسرحي وبالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا. وتجمع تنوين هو تجمع فني أسسته الكوريوغراف مي سعيفان عام 2009 م يضم عدداً من الاختصاصيين في مجال المسرح والرقص نورا مراد، رجاء بنوت، زياد عدوان، أسامة غنم وهو جزء من مشروع إقليمي أوسع تحت اسم شبكة مساحات للرقص المعاصر تشمل مسرح مقامات للرقص المعاصر- لبنان تجمع تنوين- سورية المركز الوطني للثقافة والفنون الأدائية- الأردن، سرية رام الله الأولى - فلسطين وتهدف الشبكة إلى دعم وتطوير حركة الرقص المعاصر في المنطقة من خلال برامج تبادل ثقافية ومشاريع مشتركة إضافة إلى عروضها قدمت الفرق المشاركة ما نكوبي- الدانمرك «موريدو، هولندا» ، فطومي ولامور، فرنسا وسمير عقيقة ألمانيا قدمت ورشات عمل ومحاضرات بعناوين الارتجال، الهيب هوب ، الثنائية الراقصة ، تجليات الجسد الراقص وجسد الحياة اليومية، الوجود المادي للإضاءة في عروضها للرقص وتصميمها. جسد ناطق الجسد هو الأداة الأبرز وهو الوسيلة التي يتم التعبير بواسطتها عن فكرة يريدها الراقص كما الكويوغراف ولهذا فهو هنا على خشبة المسرح الراقص هو الجسد -اللغة هو الناطق حركة وجنوناً حلواً ولربما كان أحياناً مراً. فكرة الحوارية الجسدية هي العنوان الأبرز في العرض الدانماركي الأول هناك جسدان يخطان ملامح وتفاصيل العلاقة بينهما.. تنافر.. تجاذب.. اختلاف.. تقارب.. حب وصراع وما إلى ذلك من مفردات مكونة لجوهر العلاقة. أثناء مراقبة وتأمل هذين الجسدين سندرك حلاوة الخطاب «الكلام» بعيداً عن اللغة المحكية العادية «لغة اللسان». الكلام هنا هو كلام مشفر لمنحوتات جسدية.. الحوار جسدي بامتياز بين الشخصين «الراقصين» الدقة في رسم الحركات ومحاولة اكتشاف إمكانات جديدة ومدهشة تخبئها أجزاء الجسد تمنحك متعة حقيقية في سبر أسرار هذا الجسد وبالتالي متعة كسر العادي وخلق ابتكارات جديدة للتواصل الإنساني. الجسد هنا هو جسد يتحدى ذاته تحرراً من منطوق الكلام، يترفع عن اللغة العادية باتجاه توظيف أعضائه بأقصى درجات الفائدة الممكنة يستثمرها بفنية عالية.. خرقاً للمألوف وانتهاكاً لسلطة «اللسان»، أقنعة راقصة أبرز ما ميز العرض الهولندي الأول وجود أقنعة ارتداها راقصون ثلاثة تغطي كامل الوجه.. وكأنما أرادت مصممة العرض الراقص غيوليه موريدو ومن خلال هذه الحركة، الفكرة إلغاء كامل لحواس الوجه وبالتالي توظيف أكبر لطاقات الجسد وإدراكاته. أربعة راقصين في ثنائيات وثلاثيات تتمازج متحدة في أسلوبها الراقص، مظهرين أوضاعاً وتعابير إنسانية «صادمة» ولاسيما لدى الراقصة التي بقيت دون قناع. أسلوب الحركة لدى الرباعي كان ذا طابع يوحي بأنها حركات ذات ارتدادات عصبية وكأنها لا إرادية وهنا مكمن الإدهاش والبراعة في إظهار هذه الدقة في حركات أجزاء الجسد أو عضلاته كما لو أنها تتحرك كردة فعل على بعضها، أحياناً قد تشعر بسبب هذه الآلية أن هناك صراعاً بدلاً من الحوار بين هذا الجسد وأعضائه إذا فالجسد يتصارع مع ذاته أو مع أفكاره ربما. هل هي إيماءة إلى روح التحدي أو الطموح كما ذكر في البروشور هي قراءة ممكنة يحتملها ذاك الجسد المعبأ بالرموز والإشارات. |
|