|
الغارديان ربما كانت هذه أسوأ الفترات التي مرت فيها كوبا الجزيرة الكاريبية الصغيرة التي تعتبر تهديداً خطيراً من قبل أقرب جيرانها الولايات المتحدة. والتي فرضت عليها خلال هذه الفترة حظراً شديداً. فيديل الطويل بجسمه الهزيل وملابسه التي بدت فضفاضة أكثر من المعتاد كان يمشي بجدية محاطا بالآلاف من الناس الكئيبين مثله, وكحالهم, كان يلوح بعلم كوبي صغير أحمر وأبيض وأزرق لقد دفعني هذا إلى البكاء ليس فقط لأنني أحب فيديل والشعب الكوبي, ولكن أيضا لشعوري بالحسد. لقد أدركت بأنه مهما كان الكوبيون فقراء فإنهم يحرصون على بعضهم بعضاً ويملكون قائداً يحبهم. قائد يحبهم تخيل, قائد لايخاف من أن يكون في الشوارع وسطهم قائد لايشعر بالعار من أن يبدو متواضعا مثلهم, قائد لايتركهم يتساءلون ويقلقون وحدهم ولكن يقف معهم يمشي معهم يحتفي معهم أيا كان هو الموكب. هذا ما أريده لوطننا أكثر من أي شيء آخر. أريد قائدا يستطيع أن يحبنا وهذا ليس ما نقوله عادة أو نفكر به عندما نحاول اختيار قائد, الناس تحب الحديث عن الخبرة والحرب والاقتصاد وجعل أميركا تبدو جيدة ثانية. أنا أهتم بكل هذه الأمور ولكن عندما تطفأ الأضواء واترك مع النجوم فقط في سماء معتمة جدا أشعر بقشعريرة جديدة حادة تبدو وكأنها همسات حتى من أكثر الأيام حرارة, عندما أعلم بأن ارتفاع حرارة الأرض قد يقود كوكبنا إلى صقيع عميق حتى قبل أن ينقضي ما تبقى من سنوات عمري عندها أفكر بما يعنيني حقا ليس فقط كإنسانة ولكن كأميركية أيضا. أريد قائدا يستطيع أن يحبنا, وللصدق بتصرفاتنا الجمعية, جعلنا من الصعب المطالبة بذلك فنحن كما نحن, ناقصون إلى أقصى حد عنصريون وعرقيون وجشعون قبل أي شيء آخر, ومع ذلك أشعر بأننا نستحق قادة يحبوننا. لن نستطيع تحمل المزيد مما احتملنا: وهم القادة الذين لايحبون شيئا حتى ولا أنفسهم. إننا نعلم بأنهم لايحبون أنفسهم لأنهم لو فعلوا لشعروا بالشفقة تجاهنا, إنهم دائما ضائعون, متخبطون ينتقلون من تفكير سيىء لآخر ومن تصرف بغيض لآخر. يقتلون بشكل نظامي أناسا لانعرفهم, يسيئون معاملة أطفال لم نكن نعلم بوجودهم, يشوهون ويذبحون كائنات لم تفعل أي شيء يؤذينا. أستطيع القول إنه وخلال حياتي كان آل كينيدي الوحيدين في القيادة الوطنية المدركين ماذا تعني الشفقة وخاصة (جون) وفيما بعد بوبي لم يكونا خائفين من إظهار قلب مطلع ومفتوح. وفيما بعد قام الرئيس كارتر بزرع شجرة السلام بشكل مثير للإعجاب. لقد أظهرت الإدارة الحالية وكذلك الكثيرات قبلها كرهاً غير مبرر وواضح تجاه الشعب الأميركي, واحتقاراً لعقولنا وأجسادنا وأرواحنا لدرجة كبيرة حتى إن الأميركيين قاموا بتخدير أنفسهم كي لا يشعروا به. كيف بإمكانهم عمل هذا أو ذلك الشيء البشع بشكل لايصدق هذا ما نسأل أنفسنا ونسأل بعضنا بعضاً, ونحن نعلم أن لا أحد في السلطة سيكلف نفسه حتى عناء إجابتنا. إنني واثقة بأننا نحن الشعب الأميركي عرضة لسخرية أولئك الذين في السلطة وعذابنا لايشكل أي شيء عند سعيهم وراء أهدافهم التي غالبا ما تجلب المزيد من المآسي والانحطاط لجمهوريتنا المنحلة والهشة بالأصل. في بعض الأحيان, ومع قراءة صفحات في شبكة الإنترنت أرى أن أجيالاً من الأميركيين معطلة عمدا ولاتستطيع كتابة أو قراءة جملة فالنقود لأجل تعليمهم تذهب لتفجير الرأس الذكي والجميل لشخص ما. وإلى ماذا سيقودنا هذا نحن الأميركيين العاديين الذين نشعر بقشعريرة ارتفاع حرارة الأرض ودمار الحرب, ورعب أزمة الغذاء وهول الأمراض المتفاقمة? لابد من وجود شعور من اليقظة بأننا نملك بعض الفرص لكي نقاد من قبل أولئك الذين يملكون القدرة على الاهتمام بنا على حبنا لابد من الثقة بأننا حتى وإن كنا غير كاملين كما نحن الآن فإننا مازلنا نستحق حب أحد ما في القيادة ويجب أن ندرك بأن عادة تقبل الازدراء من قبل القيادة يجب ألا تستمر ولابد أن نعي بأننا نحن الشعب القادة الحقيقيون وأننا نحن من كنا في انتظاره. بقلم الروائية والشاعرة الأميركية ( أليس وولكير) الحائزة جائزة بوليتزر للقصة عام .1983 |
|