تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدراما السورية... مضامين جديدة تنبش المسكوت عنه!!

فضائيات
الأربعاء 22/10/2008
آنا عزيز الخضر

كم من الأعمال الدرامية السورية أفرزت معالجات جديدة وجريئة أكدت رسالة الفن حيث قدمت ما هو متميز على أكثر من مستوى,

فعلاوة على الجانب التقني والفني والإخراجي وأداء الممثلين وبعيداً عن الإحصائيات التي سجلت فيها الدراما السورية أعلى متابعة على مستوى الوطن العربي والتي قامت بها أكثر من جهة, جميعها سجل تفوق الدراما السورية , إلى ذلك برزت بوضوح الطروحات التي تهتم بقضايا جادة مغيبة, فوجدت صداها وتميزها عند الجمهور فشدته معجباً بما اقترب من همومه الحقيقة مثلاً عمل/ ليس سراباً/ عمل درامي وضع قضايا اجتماعية هامة على خارطة الدراما بامتياز وأسس إلى ما يشجع التطلع إلى ما بعده, فتلك النوعية من الأعمال توجه المتلقي إلى الجدل العقلي الإيجابي, من خلال حوارها الفني العالي المستوى, فالعمل يفجر أفكاراً داخل العقول على كافة المستويات بدءاً من الإنسان العادي إلى المثقف والمهتم.. ولا بد من القول إنه تجاوز حالة التجاهل لقضايا حاضرة بقوة ومغيبة فأشار إليها ليجسد أهمية الفن كرسالة عظيمة يفترض وصولها إلى الناس, ثم أكد أهمية الثقافة في حياة البشر وخلقها للآفاق المتقدمة عارضاً مقولته بمستوى عال من المصارحة والمكاشفة إذ جلب إلى دائرة الضوء قضايا طالما تخوف الكثيرون الاقتراب منها عبر شخصيات غنية بفكرها وأحاسيسها وإنسانيتها ليوجه إلى الشكل السليم بتلقائية إنسانية, ثم المقاربة لعالم التطرف حيث أوصل الشخصية المجسدة له إلى حائط مسدود, وأظهر عقم أفكارها إن أعملت عقلها متجنبةً الأفكار المحتجزة.‏

مسلسل/ ضيعة ضايعة/ رغم البيئة الريفية المغرقة وعوالم العمل المنسية استطاع العمل أن يخلق تميزه الفني لما حمل من تلقائية في الأفكار , وفي أداء الممثلين ثم الحلول الإخراجية الخاصة /عبر الضبط/ لل/ الكاريكاتيرات/ المتواجدة للوصول ضمن ميزان يجمع بين الكوميديا الترفيهية والمضمون الفني, طبعاً دون أن ننسى الطروحات الجريئة لعمل /بقعة ضوء/ في إطار الأعمال الكوميدية.‏

/رياح الخماسين/ غاص بجرأة في الفساد الذي طال الجوانب الحياتية والاجتماعية حيث صورها كمرآة تعكس سلبياته والتي تطول كل شيء مع الإشارة إلى رموز كانت مسببه للحالة , ليضع يده على مكمن الجرح, مبيناً في نفس الوقت إرادة شخصية نقية تقاوم نحو الإصلاح , تحارب ضد تفشي الفساد مهما اتسع ليبدو طبيعياً مع إدراكها وتفهمها لكل تلك الحالات حيث الخطوط الدرامية تتعمق في كل التفاصيل والعوالم الإنسانية لكل الشخصيات التي تنقل المقولة موضوع/ السحر والشعوذة/ عبر /ليل ورجال/ جديد معالجته بهذا الأسلوب الذي ركز وتعمق في أسبابه وحضوره في حياة البيئات المختلفة ثم الإشارة المبطنة أحياناً والواضحة أحياناً أخرى إلى العلاقة التي تربط بين الإبقاء على الجهل وفائدته لأعداء الوطن داخلياً وخارجياً, كما أوضحت تعاليم /أبو معروف/ لتلاميذه كي ينشروها بأن كل ما يحصل لنا من بلاء هو أمر قدري علينا ألا نسعى لتغييره.‏

/شركاء يتقاسمون الخراب/: اهتم بالفساد وانتشاره الأفقي على مدى شرائح المجتمع المختلفة وقطاعاته , فوجد القاسم المشترك وببلاغة درامية أوصلها مظهراً الارتباط الوثيق بين كافة دهاليزه رغم التناقض بين المستويات العديدة , للوصول إلى عالم درامي دقيق أعلنت تشعباته الواسعة عن واقعية مخيفة, دون التورع عن استثمار الكثير من الأساليب الدرامية المختلفة والمتناقضة خدمةً لمقولة العمل حول الخراب والأنانية وتكوين رؤوس الأموال على حساب الأوطان والبشر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية