|
شباب هل الشباب في مجتمعنا بوضع يؤهلهم للتفاعل الايجابي مع معطيات حياة جديدة وبالتالي أخذ مواقعهم ودورهم في عملية التقدم وبناء الحضارة, وهل تم توفير كل المستلزمات الضرورية لذلك? والإجابة عليه تشير إلى أن الدراسات التي تناولت هذه القضية ألا وهي قضية مشاركة الشباب العربي ككل في إطارها العلمي قليلة بيد أن التقرير السنوي لعام 2007 الذي قام به فريق بحثي علمي متخصص ضمن القطاع الاجتماعي في جامعة الدول العربية/إدارة السياسات السكانية والهجرة/بعنوان: (الشباب العربي والمشاركة: التحديات وآفاق التطوير)...جمع بين الجانبين النظري والميداني. من الناحية النظرية خلصت الدراسة إلى مايلي: 1-عزوف الشباب عن المشاركة يزيد من احتمالات لجوء الشباب إلى الانطواء نحو الذات أو العزلة عن الآخرين أو إلى ممارسات خاطئة كتعاطي المخدرات وبالتالي الإدمان واللجوء إلى ممارسة العنف (حسب التقرير). 2-الانحسار الملموس في فرص المشاركة الشبابية على المستوى العربي متمثلاً فيما يلي: تكاد تكون معدومة مشاركتهم في المجالس التشريعية والبرلمانات العربية (أكثر من نصف البلدان العربية) فهذه الشريحة التي تشكل نصف المجتمعات العربية غير مؤثرة في عضوية المجالس التشريعية العربية (7% في مجلس النواب اللبناني ومجلس الشورى البحريني, وفي دراسة عن مصر فإن متوسط عمر أكثر من نصف أعضاء البرلمان بمجلسيه/الشورى والشعب يبلغ 60عاماً...) كما يتضح من البيانات أن القليل جداً في المجالس التشريعية العربية هي التي خصصت من بين لجانها لجنة للشباب وقضاياه النوعية. وفيما يتعلق بالصيغ الأخرى للمشاركة الشبابية غير المشاركة البرلمانية خاصة في مجال الجمعيات الأهلية, فإن الدراسات بشأنها محدودة جداً, على المستوى العربي العام, نبرز من بينها دراسة أجرتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لمنطقة غربي آسيا/إسكوا, وإن تكن ضعيفة النطاق من حيث حجم العينة وقليلة التوغل في العمق من القضية محل البحث. 3-دور المؤسسات الاجتماعية في انحسار المشاركة الشبابية. تعتبر الأسرة العربية بمالها من تقاليد وأعراف هي الحاضنة الأولى للسلوك الاجتماعي عموماً وللاتجاه نحو المشاركة خصوصاً وذلك تشير إلى بعض الأنماط التي تدير شؤون هذه الأسرة وخاصة النمط الأبوي حيث يعتبر الأب بمثابة المعيل في أكثر الأحيان ما يستدعي اعتماد الأبناء على الكبار نتيجة تزايد معدلات البطالة لدى الشباب وخاصة خريجي الجامعات والمعاهد, ما يستدعي تأخراً في سن الزواج للجنسين وكل ذلك ينتج عنه عودة السلطة الأبوية ومن ثم انحسار فرص التمكين للمشاركة الشبابية في عملية صنع القرار ابتداء من الأسرة. أما دور المؤسسة التعليمية فهو سلبي لعدم توفر المناخ المناسب لتنمية الاعتماد على الذات, ولاتهيئ فرص تعميق المشاركة الطلابية في تقرير مسار هذه المؤسسة عبر إضعاف دورهم في الإدارة المدرسية والجامعية.. |
|