|
شباب وعمل المتطوعات في القرى الصحية يتناسب مع هيكلية القرى نفسها كما قال للثورة الدكتور إبراهيم بيت المال ممثل منظمة الصحة العالمية في سورية, لأن هدف البرنامج في القرى تفعيل أهل القرية أنفسهم ليساعد بعضهم بعضاً وليشارك الجميع بتنمية قراهم, أما مشروع القرى الصحية نفسه فهو كما يحدثنا انطلق من فكرة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة الشرق الأوسط الدكتور عبد الرزاق الجزائري, وبدأت في ثمانينيات القرن الماضي في سورية والصومال وجيبوتي والأردن وايران وباكستان وأفغانستان والمغرب, وتأتي تجربة سورية من أنجح التجارب, من ناحية العدد وصلنا إلى 1650 قرية وننفذه بالتعاون مع وزارة الصحة, أما من ناحية الجودة فهي متفاوتة والسعي مستمر لتحسينها, وبالنسبة للمتطوعات كان ولم يزل لهن الدور المهم لأن عملنا يتطلب الدخول إلى البيوت ومقابلة السيدات, فاعتمدنا على مندوبات الأحياء. تدريب تقول السيدة عواطف شورى من منظمة الصحة العالمية: أعمارهن ليست أقل من 17 سنة ولا أكثر من ثلاثين ويفضل أن يكون لديهن إلمام بالقراءة والكتابة, ويخضعن لدورات تدريبية, ونوزع عليهن الدفاتر والأقلام لكتابة المعطيات, فمثلاً إذا كان البحث عن المنزل صديق الطفولة فهناك 14 سؤالاً هي معايير تتدرب المتطوعة على كيفية طرحها وتسجيل إجاباتها. متطوعات تخبرنا تغريد صديق من قرية السحل عن مدى سعادتها وشعورها بالثقة بعد عملها كمندوبة لسنتين على التوالي /فهي بعد أن أخذت البكالوريا لم تستطع إكمال دراستها ولم تعمل, وبقيت في البيت حتى إنها لاتزور صديقاتها, إلى أن جاء اليوم الذي تطوعت فيه وحصلت على التدريب على عملها, وعلى الإسعافات الأولية وأصبحت تدرب إخوتها وبنات الحي الأخريات, وتشعر أنها تحقق دوراً مهماً في الحياة لأنها تحمل دفترها وتكتب عليه كم عدد الأطفال في هذا البيت, وهل أخذوا جميع اللقاحات, وغيرها من المعلومات التي تفيد في تحسين حال قريتها, وتقول أيضاً لقد بدأنا عشر مندوبات وأصبحنا اليوم ستين, ونشارك اليوم في حملة ضد التدخين, وهانحن ننجح شيئاً فشيئاً, فقد انخفض عدد المدخنين للأركيلة والسيجارة في قريتنا من 1000 إلى 600. وتضيف زميلتها رويدة زهرة نعمل ثنائيات ونقنع الأسر بأفكارنا عن تحسين الاهتمام بالتعليم والصحة, وقد زادت معلوماتنا كثيراً نتيجة التدريب والاختلاط, لقد أقمنا معرضاً لمنتوجاتنا ودعونا المحافظ, والرفاق الحزبيين ويوماً بعد يوم تزداد ثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على تقديم الكثير لقريتنا وبلدنا. هذه الرغبة ليست فقط عند الفتيات المتطوعات في القرى الصحية, بل يحدثنا عنها الكثيرات والكثيرون من شبابنا , لكنهم لايجدون بيئة التطوع المناسبة رغم ازدياد الحديث عن التطوع في سوريا في الفترات الأخيرة, فلم تتجاوز نسبة الشباب الأعضاء في جمعيات للعمل التطوعي أكثر من }3,3%{, في بحث هيئة الأسرة الأخير عن الشباب, وعند سؤالهم عن السببب, برر أكثر من ثلثي الشباب المبحوثين عدم المشاركة في أعمال تطوعية البتة بأنه لا توجد مثل هذه الدعوة أصلاً ليلبوها. وهذا يعني أن قسماً, على الأقل, من هؤلاء سيلبون مثل هذه الدعوة إن وجدت, الأمر الذي يشير إلى تقصير كبير من المؤسسات الحكومية المعنية وقادة المجتمعات المحلية في خلق مثل هذه المبادرات. ما يدفع لتشجيع فكرة مندوبات الأحياء في مؤسسات أخرى وبرامج جديدة, تستقطب شبابنا وشاباتنا, لاستثمار طاقاتهم الخلاقة. يذكر أنه تتم الآن وفي أكثر من مؤسسة مناقشة نتائج بحث الشباب وتوصياته, وعند الحديث على التطوع تقدمت أكثر من جهة ببرامج خاصة بالتدريب والتشجيع لاستقطاب الشباب, ونأمل أن يكون للبلديات دور في ذلك, وهو قابل للنجاح, وذلك بتشكيل لجنة في كل بلدية وتفعيلها, وهذه تجربة قائمة في بلدان أخرى وفي بلدنا, كتجربة لجنة التنمية المجتمعية في القرى الصحية, أو تجربة تحديث البلديات في حلب وتنمية منطقة الصاخور. |
|