|
كتب صدر العدد الجديد من مجلة تايكي, المختصة بابداع المرأة. وإبرازه ضمن إطار حرفي جاد متمكن يحتفي بما تحققه المرأة في كافة حقول الابداع والمعرفة وقد تميز هذا العدد باحتضانه لمنجز المبدعات السوريات في ملف متكامل متميز أشرفت على إعداده وتحريره من سورية ريم الخوري بمشاركة نخبة من الأسماء المهمة في حقول الابداع المتنوعة حيث ساهم الناقد نذير جعفر بمقالة بعنوان ( ملامح الخطاب الروائي السوري) تعرض خلالها لأهم التجارب الابداعية الحالية في سورية, والاعلامية تهامة الجندي ساهمت بمقالة ( حضور المرأة في المسرح السوري), وروزا ياسين حسن قدمت مادة عن القصة النسائية السورية, وخضر الآغا تحدث عن الشعر النسائي الحديث في سورية, وعلي الكردي استعرض تجارب التشكيليات السوريات تحت عنوان الحساسية الأنثوية. الأعمال الكاملة لشوقي قد يكون غلو شوقي أكثر وضوحا في جانب اللغة منه في جانب المعاني, فهو بمعانيه وصوره وخيالاته يحيط مما في الغرب بكل ما يسيغه الطبع الشرقي وترضاه الحضارة الشرقية, اما لغته فتعتمد على بعث القديم من الألفاظ التي نسيها الناس وصاروا لا يحبونها لانهم لايعرفونها, ولعل سر ذلك عند شوقي ان البعث وسيلة من وسائل التجديد, بل لقد يكون البعث آكد وسائل التجديد نتيجة ما يوجد من ارباب اللغة, ممن يفيضون على الالفاظ القديمة روحا تكفل حياتها, والبعث لها الى جانب ذلك من المزايا انه يصل ما بين مدنية دراسة ومدنية وليدة, يجب ان تتصل بها اتصال كل خلف بسلفه. ومن ذا ترى من ارباب اللغة قديرا قدرة شوقي على ان يبعث في الالفاظ القديمة روحا تكفل حياتها في الحاضر, وتفيض عليها من ثوب الشعر ما يجعلها تتسع لما تكن تتسع له من قبل المعاني والاخيلة والصور? ان اليونانية ما تزال موضع دراسة العلماء واللغويين لان هومير كتب بها الياذته, واللاتينية لا تزال حياتها كمينة وان تدثرت بحجب الماضي ان كتب بها فرجيل شعره, واللغة العربية هي حتى اليوم لغة التفاهم بين سبعين مليونا من اهل هذا الشرق العربي, وهي حية وستبقى أبدا حية, ولكن كمال حياتها يحتاج الى ان يبعث الله لها امثال شوقي, ليزيدوا تلك الحياة قوة وروعة وجمالا. (من مقدمة محمد حسنين هيكل) 2008 الطبعة رقم: 2الناشر: دار العودةصفحة: 158 |
|