تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نجوم ..في دائرة الضوء ..الغاية .. مال وفير...الوسيلة .. أعمال دون المستوى

فنون
الأربعاء 22/10/2008
فاتن دعبول

لعل من أبرز سمات الدراما السورية في الموسم الرمضاني لهذا العام, تكريسها لبعض أسماء الفنانين, وإغفالها للبعض الآخر فهل يعني غياب فنان ما, عن موسم درامي, أفول نجمه,

أم أن ثمة اعتبارات أخرى هي المعنية بهذه الظاهرة التي بدت واضحة? حيث تكررت بعض الأسماء في أعمال تجاوزت السبعة في عددها, بينما لم نجد إلا ظهوراً خجولاً لفنانين آخرين, أو حتى غابت أسماؤهم عن شارات المسلسلات.. الإجابة في التحقيق التالي.‏‏

الغاية .. لا تبررها الوسيلة‏‏

الظهور المتكرر لفنان ما, لا يعني بالضرورة انتصاراً درامياً, وعدمه أو ندرته, لا يعني في الآن نفسه هزيمة فنية, فمهما علا شأن الفنان, يمكن للجهة الإنتاجية إيجاد بديل له.. وقليلة هي الحالات التي تصر فيها على فنان محدد, وبهذه الحالة تكون الفرصة ذهبية, لطلب هذا الفنان الأجر الذي يريد ويبقى لكل فنان معاييره الخاصة.‏‏

بكلماته هذه بدأ الفنان قاسم ملحو حديثه وتابع: أما فيما يخصني فأنا لا أقبل بأي دور إن لم يكن يضيف لي بصمة مميزة.‏‏

ومن هنا يجب على الفنان أن يتفرغ لعمل أو عملين, ويضع جميع إمكاناته ومواهبه, وطاقاته, في إنجاحهما, حتى يظهر العمل بالشكل اللائق, فالتفرغ هو من يصنع الفنان, أما ظاهرة تعدد الفنان في أعمال كثيرة فأعيدها إلى أمور أهمها:‏‏

الحاجة المادية, وربما هي ليست حاجة حقيقية, إنما طمع في زيادة الثروة.‏‏

ومن الأسباب أيضاً أن بعضهم يستثمر مرحلة ما من تألقه, والطلب على أعماله.. فيقول في قرارة نفسه (هذه رياحك أتتك فاغتنمها), وهي فرصة ذهبية للربح, فيسعى وراءها مغمض العينين.. غير آبه لما سيؤول حاله بعد ذلك, من إساءة له ولفنه.‏‏

لقد اتخذت لنفسي منهجية أسعى للمحافظة عليها, بأن أحترم مسيرتي الفنية, وأن يكون كل دور أقوم به, هو تجربة مختلفة, وبصمة جديدة, تسجل في صحيفة مسيرتي الفنية.‏‏

فالعجالة, والإنتاج غير المدروس والاستسهال, هم أعداء الفن.‏‏

خيار .. شخصي‏‏

ويعيد الفنان قيس الشيخ نجيب هذه الظاهرة إلى أسباب عامة وأخرى خاصة.‏‏

ويفند في الأسباب العامة أن ليس ثمة مقياس أو ميزان محدد يضبط هذا الأمر, فشركات الإنتاج عندما تشاهد ممثلاً ما, سطع نجمه في أحد الأعمال, وبدأت العروض تنهال عليه, بغض النظر عن مست,اه الفني, نراها تسعى وراءه, كما حدث في الأعمال الشامية والبدوية, وهذا ما يسيء للدراما, ويوقعهم في تكرار لا تحمد عواقبه.‏‏

فلا يمكن لفنان مهما يملك من القدرات أن يتميز في أعمال خمسة في آن واحد.‏‏

وجانب آخر يجب ألا نغفله, هو أن الأعمال وإن كانت جميعها تعرض في شهر واحد, لكنها لم تنفذ في هذا الشهر, بل امتد العمل فيها على مدى العام بأكمله, لذا نلاحظ تكرار وجوده غير المقصود, لأن الأعمال تمت على مراحل متباعدة.‏‏

أما عن الأسباب الخاصة فيقول: إنها خيارات الفنان, وهدفه من العمل, أهو الانتشار أم التميز? فمن كان هدفه الكم على حساب النوع, فهذا يندرج ضمن الخيار المادي, أما من يسعون إلى انتقاء الأعمال بعناية, ليضيفوا إلى مسيرتهم الفنية بصمات جديدة, فهم ينضوون تحت خانة الخيار الفني.‏‏

ومن هنا وجدت نفسي أرفض أعمالاً عديدة عرضت علي ك (باب الحارة, والخط الأحمر, وباب المقام, وبيت جدي...) لأني لم أجد نفسي في أي منها.. ولا تضيف لمسيرتي الفنية لمسات جديدة, واكتفيت بدور واحد (الحصرم الشامي) الجزء الثاني, ورغم أن هذا الأمر يوقعني بخسائر ليست قليلة, لكنها سياستي ولن أغيرها, فأنا أحترم مهنتي, وأحترم فني, وأعد الناس ألا أظهر في أكثر من عملين, وسأحاول أن أوازن بين أجري وخياراتي.‏‏

القضية ..‏‏

عرض وطلب‏‏

الفنانة ندين سلامة, تدرج هذه الظاهرة في قائمة العرض والطلب, فالمنتجون يسعون من أجل موسم رمضان بكم هائل من الأعمال, وهذا يغبن الكثير من الأعمال حقها.‏‏

وترفض ندين أن تقوم بعمل لا تقتنع به, فهي على حد قولها ليست مضطرة إلى ذلك, وتكمن المشكلة في أن الفنان لا يستطيع التحكم بفترات العرض, وهذا يظهره بكثافة في موسم واحد, بينما الأعمال جميعها تمت بشهور طويلة.‏‏

وأرى أنه من المهم توزيع الأعمال على مواسم متعددة على شهور السنة كافة, واختيار الأدوار بعناية, حتى لا يكرر الفنان نفسه في الكم الهائل من المسلسلات التي يعمل بها.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية