تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


.. والناس راجعة ..!

الكنز
الأربعاء 22/10/2008
علي محمود جديد

لستُ أدري على أي صفيح ساخن سوف يُقيم مركز السياسات الزراعية بعد أيام ثلاثة ورشة العمل تلك حول مفاوضات الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية من حيث المواضيع المتعلقة بالزراعة ,

لمناقشة قضايا الزراعة الرئيسية , والأمن الغذائي في بلدان المنطقة , واستعراض التطورات الأخيرة في جولة الدوحة , التي أقرتها منظمة التجارة العالمية , ومناقشة مواضيع الالتزامات لدى منظمة التجارة العالمية , وآلية تطبيق الاتفاقات .‏

فإن جرت هذه المناقشات على أساس ما يجري من انهيارات مالية وما سوف يتبعها من انهيارات اقتصادية , ربما تكون سابقة في تقديم الدلائل على سوء ما ذهب إليه العالم في قضايا العولمة , وربما تكون منظمة التجارة العالمية , هي أسوأ هذه القضايا , وذلك قبل أن يتوصّل العالم إلى القناعة بأنَّ ما جرى قد جرى , فصار علينا أن نُبادر , وأن نتلمّس مصالحنا تبعاً لوقائعنا , ولما ينسجم مع ظروفنا , وأن تبدأ الأصوات بالتعالي كي نتوقف عن الفرح بقدرتنا على اتخاذ قرار اللحاق بالآخرين , فما أن نبدأ حتى ( يُكوّعوا ) إن جرت المناقشات على هذا الأساس فنحن بخير.‏

أما إن كان القائمون على هذه الورشة , سوف يضعون على أعينهم عصبة سوداء , ويعتبرون أنَّ شيئاً لم يكن , ومن ثم يُبحرون في مناقشة الآثار التي سوف تتركها حالة الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية , على الزراعة والأمن الغذائي , وكيفية القدرة على التوصل إلى الالتزامات تجاه هذه المنظمة , والعثور على آلية تطبيق الاتفاقيات , فسيكونون كمَنْ يُحاول أن يملأ السلة ماءً , ولن تمتلئ ..! ولا أدري كيف يمكن لأحدٍ أنْ يُجهدَ نفسه بأمرٍ يكون حامله مُهدّداً بالسقوط ..?! أي لا أدري كيف نهتم بانعكاس الانضمام للمنظمة على الزراعة , وعلى الاقتصاد ككل , والبحث في آليات قبولها لنا , في الوقت الذي قد تنهار فيه هذه المنظمة , أو على الأقل تُفرّغ من مضمونها الذي ربما لم يعد مناسباً لأحد بهذا الشكل , لاسيما أن أهم المناصرين لها ( الولايات المتحدة) حاولت مراراً تفريغها من مضمونها أصلاً , وحتى قبل هذه الانهيارات .. فكيف سيكون الأمر بعدها ..?!‏

لعلّ الأفضل لنا ولغيرنا في هذه الأيام الاقتصادية العصيبة , أن نبحث عن بدائل جديّة لتلك العولمة ( الخلاّقة ) وعلى رأسها منظمة التجارة , وما ذهبت إليه فقد أثبتت لنا تلك العولمة أن الفوضى هي الفوضى مهما حاولوا تزيينها بلباس لم يكن لها يوماً .‏

ali.gdeed@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية