تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رايات السلام

الافتتاحية
الأربعاء 22/10/2008
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

غادر الرئيس الروماني باسيسكو, دمشق أمس, ويصل إليها منسق الشؤون الخارجية الأوروبية خافيير سولانا اليوم.

قبل ذلك أكثر من رئيس, أكثر من وزير خارجية, أكثر من مسؤول من أوروبا ومن غير أوروبا زارها.‏

هل استعادت دمشق حيويتها في تطوير علاقات الشرق بالغرب, أوروبا بالعرب والمنطقة?!‏

أم هي أوروبا التي استعادت مسار العبور الصحيح, إلى الشرق وقضاياه في السلام والتنمية من البوابة السورية, ودائماً كانت الأبواب مفتوحة لأوروبا, ويمتاز العبور من البوابة السورية بأنه لا يتناقض مع أي عبور من أي بوابة في سبيل السلام العادل والشامل والتنمية والاستقرار.‏

يعني أنها البوابة المفتوحة للجميع دون اشتراطات.‏

وكلما عبر زعيم أو مسؤول أو وفد من البوابة السورية إلى الشرق رفع راية السلام والتنمية والشراكة في التنمية والتطوير ومكافحة مشكلات البشرية.‏

هذا الجوهر الذي يتحكم بالسياسة السورية ونشاطها الدبلوماسي, لم يغب يوماً بالمطلق كي نقول: سورية تستعيد دورها, بل غابوا عنه وعادوا إليه كي يستعيدوا الشروط الأفضل لممارسة دورهم.‏

كانت طروحات زيارة الرئيس باسيسكو بكل فقراتها تدور في إطار السلام والتنمية والثقافة.‏

لا أعتقد أن طروحات زيارة السياسي الأوروبي المهم سولانا ستبتعد كثيراً عن ذلك.‏

كلهم بالنسبة لنا أوروبا.. كلهم العالم.. ومن أوروبا ومن العالم ننتظر أبعد من الطروحات النظرية, ننتظر حقائق تتجسد على الأرض مسعىً أو بناء ناجزاً.‏

دائماً رحبنا بالدور الأوروبي, ولم نعترض في يوم من الأيام على هذا الدور في عملية السلام ومن ثم التنمية, في حين اعترض غيرنا, اعترضت إسرائيل, اعترضت صراحة, نفت أن يكون لأوروبا الحق في ممارسة هذا الدور.‏

السيد سولانا يتذكر ولاريب ذلك جيداً, وكان الدبلوماسي الصادق الجريء حين رد من الأرض الفلسطينية المحتلة على الادعاءات الإسرائيلية وأكد أن لأوروبا كل الحق في هذا الدور.‏

السلام أصبح راية تخفق فوق طروحات الجميع, زوار سورية كلهم دون استثناء, والزيارات الأوروبية من أهمها وليست كلها.‏

نحن نعول على الدور الأوروبي في تحقيق خطوة ملموسة نحو السلام, وخطوات محسوسة نحو التنمية عبر التبادل والشراكة, وحين نقول الشراكة نعني مصلحة الطرفين ولا نطلب تضحية.‏

السلام يجسده إنهاء الاحتلال, وايقاف الحروب, وشواهد التنمية على الأرض.‏

وبكلمة وداع للرئيس الروماني باسيسكو نقول:‏

على شاطئ مدينة بانياس الساحلية الصغيرة راية رومانية للسلام والتنمية تعني لنا الكثير.. وهي مصفاة بانياس..‏

وبكلمة ترحيب بالدبلوماسي الأوروبي خافيير سولانا نقول: أنتم تعرفون دمشق لأنكم تعرفون الصدق.‏

وكلاهما سيشهد للعقل السوري المنفتح تحت راية السلام.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية