|
عين المجتمع لقد كذبت علي فقد فتكت بجميع سكان المدينة وليس بنصفهم فقط، فأجابه الطاعون أنا لم أكذب عليك وفتكت فقط بنصف سكان المدينة ولكن النصف الآخر قتلهم الخوف والهلع . هذا بالضبط حالنا اليوم مع فيروس كورونا، فما أن تكتشف حاله في بلد ما حتى يدب الهلع والخوف في أوصال هذا البلد ويصبح سكانه كأنهم مصابون جميعاً بالكورونا. لا أحد يقلل من خطورة هذا الفيروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية وباءً عالمياً ولكن يجب التروي , فأخذ الاحتياطات اللازمة والوقائية لا يعني بأي حال من الأحوال تعطيل مصالح الناس ودورة الحياة. الهلع والخوف يجتاح العالم من الصباح إلى المساء لا حديث للناس في جميع أصقاع الكرة الأرضية الا كورونا وأي دولة دخل وكم فرداً أصاب. وهذا ادى الى شلل معظم دول العالم وعلى كافة المستويات الاقتصادية - السياحية - الرياضية حتى النشاطات الدبلوماسية حول العالم أصابها الشلل، فقد تم مثلاً اختصار العديد من أنشطة الأمم المتحدة كدورة لجنة وضع المرأة التي تم اختصارها إلى يوم واحد بدلاً من عشرة أيام بسبب كورونا وسوف تلحقها معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. كما أسلفنا يجب عدم التقليل من خطورة هذا الوباء العالمي، لكن لو دققنا في الأرقام والاحصائيات التي تنشرها المنظمات الصحية الدولية حول عدد من الأوبئة والأمراض التي تفتك بالبشرية لوجدنا أن من هذه الأوبئة ما يقتل شهرياً أضعاف ما يتسبب به الكورونا كالايدز وأمراض القلب والسرطان، ولكن بسبب عدم تسليط الضوء عليها إعلامياً، نجد أن الحياة تسير سيراً عادياً... ثمة امل قريب بالسيطرة على هذا الوباء فقد بدأت رحلة تراجع تسجيل الاصابات من بؤرة الاصابة اي من الصين التي بدأت بإغلاق العديد من المشافي والمراكز الصحية الخاصة بكورونا بسبب عدم وجود مصابين جدد, وإيران بدأت التجارب على دواء معين والنتائج مبشرة نسبيا وحسب الاحصاءات الصحية العالمية فقد تماثل للشفاء اكثر من خمسين بالمئة من المصابين حول العالم بهذا الفيروس . الحذر واجب والوقاية واجبة ولكن كل ذلك بقدر معين. حتى لا ينطبق علينا قول القائل من مأمنه يؤتي الحذر. |
|