|
شؤون سياسية و كأنها في سباق مع الزمن لافتتاح مزاد علني للبيع و الشراء خلال عملية الاحياء المنتظرة فضلا عن الاسراع في تهويد كل ما هو عربي و بناء الكنس اليهودية و ترسيخ يهودية الكيان الاسرائيلي و مع تهافت البعض العربي اليوم لاطلاق مبادرات تبادل الاراضي و الاعتراف باحتلالها تسابق اسرائيل الزمن لفرض سياسات الامر الواقع على الفلسطينيين . واخر فصولها العدوانية التوسعية في هذا الاطار قررت اسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة معاليه ادوميم قرب القدس المحتلة التي تقع تحت مطرقة الاستيطان دون توقف حيث كشفت وثائق اسرائيلية رسمية ان عام 2012 و بداية العام الحالي كانا الاكثر نشاطا في البناء الاستيطاني اذ تضاعف بحوالي 170 مرة عما سبقه من الاعوام السابقة .. فالاخبار المنشورة في الاعلام الاسرائيلي تتحدث عن توسيع مستوطنة (مورخين) القريبة من (سرفيت) التي كانت عبارة عن مجموعة خيام وهي نقطة غير شرعية حتى بتوصيف و باعتراف اسرائيل و اصبحت خلال عام مستوطنة تزعم سلطات الاحتلال انها شرعية و تضم 100 وحدة سكنية و الآن تجري زيادة الوحدات السكنية 5 مرات لتصبح 500وحدة سكنية . هذه الانباء تزامنت مع الكشف عن وثائق تؤكد ان هناك عمليات تحايل و تزوير من قبل جهات اسرائيلية لملكية الاراضي في منطقة سلفيت من اجل البناء في المستوطنات بالاضافة الى مصادرة 370 دونما شرقي مدينة نابلس لصالح التوسع الاستيطاني . و استمرارا لسياستها العنصرية لتهويد مدينة القدس المحتلة اصدرت قوات الاحتلال الاسرائيلي مؤخرا اوامر ترحيل بحق عائلات الكعابنة المقيمين على اراضي بلدة بيت حنينا في القدس المحتلة ما دعا اهالي المنطقة الى تنفيذ اعتصام مفتوح تحسبا لتنفيذ اوامر الترحيل دون أي اكتراث من المجتمع الدولي و القوى الغربية التي تدعي حرصها على احياء المفاوضات . و معاناة هذه العائلات تمتد لسنوات طويلة منذ اقامة المنطقة الاستيطانية الصناعية عطاروت مرورا ببناء جدار الفصل العنصري الذي فصل بين ابناء الاسرة الواحدة وقطع الخدمات التعليمية و الطبية و غيرها عنهم و هم الذين صمدوا على ارضهم و رفضوا الرحيل . و تتركز الحملات الاسرائيلية اكثر على مدينة القدس المحتلة فمنذ العام 1967 بدأت السلطات الاسرائيلية بالعديد من الاجراءات من اجل تهويد القدس و محو هويتها الفلسطينية ، و حتى اليوم لا تزال تعمل الى جانب المنظمات الاستيطانية من اجل تحقيق اهدافها في تهويدها و احكام قبضتها على الشطر الشرقي من المدينة بإنشاء المستوطنات ووضع مخططات و المضي قدما بتنفيذ مشاريع تهدف لتهويد القدس ، و القضاء على أي احتمال باقامة دولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية . و منذ ان ضمت السلطات الاسرائيلية القسم الشرقي من مدينة القدس تحت سيطرتها اعتبرت السكان الفلسطينيين في المدينة مقيمين و ليسوا مواطنين بحسب ما يسمى القانون الاسرائيلي ، كما ان قرار فك الارتباط الاردني بالضفة الغربية في العام 1988 حرم الفلسطينيين من حمل الجنسية الاردنية ، ثم كانت اتفاقية اوسلو الموقعة في ايلول1993 و التي لا تسمح للفلسطينيين بالقدس بحمل جنسية فلسطينية و من يحملها فان املاكه تصادر و في حال حصول الفلسطيني على جنسية اجنبية فيتم ترحيله بعد ثلاثة شهور . و اليوم فان ما يقارب 20 الف منزل فلسطيني مهدد بالهدم في مدينة القدس بحجة البناء غير المرخص مما يعني ان اكثر من مئة الف فلسطيني مهددون بالاخلاء من المدينة في ظل السياسة الاسرائيلية الرافضة للتصريح للفلسطينيين بالبناء في المدينة و تحديدا في قرية سلوان التي لم يحصل الفلسطينيون فيها على ما يزيد عن 60 ترخيص بناء منذ الضم في العام 1967 بالرغم من ان القانون الدولي لا يعرف بشرعية السيطرة الاسرائيلية على القسم الشرقي من مدينة القدس و يعتبرها مناطق محتلة الا ان السلطات الاسرائيلية تعطي لنفسها الحق بالسيادة على المنطقة و هي تقرر مصائر السكان و شؤونهم الاجتماعية كذلك لا تسمح للسكان الفلسطينيين بالبناء دون اذن منها و تعمل على هدم المنازل غير الحاصلة على تراخيص اسرائيلية . و اضافة الى سياسة زرع البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة من القدس المحتلة تسعى سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى اغراق المدينة بالمستوطنين و ضرب ثلاثة اطواق استيطانية حولها الاول يطوق منطقة الحرم القدسي الشريف و البلدة القديمة و الثاني يطوق الاحياء في القدس و الثالث يطوق القرى العربية المحيطة بها . ولا تتوقف حدود هذه المستوطنات عند الشكل الذي اقيمت عليه بل يجري توسيعها باستمرار و توجيه المستوطنين اليها حتى ان البلدية الصهيوية في القدس ، و التي تهدم كل بيت عربي يتم بناؤه بدعوى البناء بدون ترخيص تسمح للمستوطنين الصهاينة القيام ببناء عشوائي في أي مكان يستطيعون الاستيلاء عليه ، ثم تتولى البلدية تنظيم الابنية و تحويلها الى مستوطنة و تتولى ايضا الدعوة الى الاستثمار فيها و توسيعها . و في اطار التضييق على توسيع البناء العربي في القدس كانت السلطات الصهيونية قد اعلنت عن مساحات خضراء داخل و حول الاحياء العربية في المدينة يمنع البناء بها بأي شكل و عندما لم تعد تتوفر مساحات واسعة للاستيطان قفزت سلطات الاحتلال و المستوطنون نحو المساحات الخضراء التي تبين انها تركت كاحتياط استراتيجي للاستيطان يحقق عدة اهداف منها الدمج النهائي بين شطري القدس و تحويل الاحياء العربية الى غيتوات مغزولة ثم تفتيتها الى وحدات سكنية صغيرة جدا فارغة في بحر من المستوطنات و المستوطنين و يسهل اقتلاعها لاحقا لانجاز تطويق نهائي للقدس و تهويدها .. |
|