تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من بيروت إلى القاهرة

نافذة على حدث
الأحد 23-6-2013
 منهل إبراهيم

حط الغراب على الشجرة وعينه على مصر يريد خوض جولة جديدة في القتل والسرقة، يريد سرقة جوهرتين.. الحلم والصوت من الشعب.. والجيش من الوطن والشعب ووضعه في زاوية عشه كميت بلا حراك...

المشهد المصري اليوم بفضل مرسي وسياسته التي نأت عن الشعب فتحت مجالاً يعيد اجترار المشهد اللبناني.. وسكين فيلتمان وسيسون الأميركية الصنع التي قطعت وجرحت وشقت الصف اللبناني تحملها اليوم السفيرة الأميركية في مصر آن باترسون لتعمق الجرح المصري، ظناً منها أن الغراب سينتصر على النسر.‏

الغراب تمسك بلونه وغير هيكله وطار من بيروت إلى القاهرة ناقلاً معه خيوط اللعب الدبلوماسي الأميركي المشبوه والخطير جداً والمشوه إلى المربع المصري حيث يتربع الخديوي مرسي على كرسي الباشوية ويستعد لاستقبال المندوب السامي الأميركي وليس البريطاني هذه المرة ليحكم في أمر البلاد والعباد، مع أن الفرق بين التوائم الاستعمارية يضمحل إلى درجة التلاشي والذوبان في وعاء الظلم على نيران القتل والتقسيم .‏

لكن الوجه مصري والنسر يأبى السقوط ومن يحاول أن يصيب هذا الوجه بالخسوف وجهان الأول من مصر يجلس على عرش فرعونها ناسياً الغلابة الصادقين من المصريين العمال والفلاحين، والوجه الثاني أميركي لطالما مارس لعبة قتل الأخ بيد أخيه من لبنان إلى تطوان.‏

ومن عوكر حيث عشش فيلتمان في وقت من الأوقات في لبنان إلى القاهرة حيث تنوي التعشيش شبيهته باترسون تتغير الوجوه وتثبت الشخصية الأميركية الحشرية التي تغوص في تفاصيل الفوضى التي صنعتها لتستكمل إنضاج طبختها العفنة وتدمر ما بقي من أبنية صالحة للسكن الوطني للمصريين وغيرهم ويشهد على ذلك من سبقهم في تذوق طعم التدخل الأميركي المر في شأنه الداخلي ،فاللبنانيون عانوا الأمرين من احتلال فيلتمان وسيسون وغيرهما لمقاعد المسؤولين اللبنانيين كمخاتير وأعيان يشاورون ويستشارون في ما ليس لهم بحق .‏

باترسون حرضت.. وطالبت.. ورفضت.. ودققوا بماذا طالبت.. طالبت الجيش بالتنحي من وجه العملية السياسية وكأنه غريب عن وطنه.. ورفضت التظاهر الشعبي ضد الخديوي مرسي.. وهي لم تستح وتخجل فشرش الحياء عندها وعند أمثالها (طق).. لكن أبناء النيل ردوا الجواب سريعاً وبصوت النسر الصدوح وسمع الغراب الأميركي رسالة الشعب والجيش... فجولة الغربان ليست كجولة النسر المصري .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية