تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وردة وساطور

البقعة الساخنة
الأحد 23-6-2013
 ديب علي حسن

هذه بضاعتكم ردت إليكم يا أهل الغرب لم نصدرها إليكم يوماً ما ، أبداً إنها نبتة شيطانية مرة ، نبتت في دياركم وشربت من ماء حقدكم وأفكاركم التي رأت الآخر مجرد أدوات لم ولن نزرع الشوك في حقول وبيادر الآخرين أبداً .

بالأمس تتالت الأخبار من دول الغرب صراحة وعلانية بعد أن طفح الكيل ولم يعد بالإمكان التستر عليها أو إخفاؤها ..‏

خوف وقلق غربي من عودة الارهاب والارهابيين الى حيث كانت انطلاقتهم الأولى.‏

الخوف مبرر ومشروع وليس من فراغ أبداً ، قائم على حقائق ووقائع لسنا نحن من أعلن عنها بل الغربيون هم من رآها على الواقع لمسوها قولاً وفعلاً وسيرون الكثير مما يدل عليها ، وما رأوه ليس إلا البدايات .‏

ارهابيون من أصول بلجيكية ، هولندية نمساوية ، بريطانية ، ايطالية ، وأميركيون ، شيشان ، أفارقة ، أفغان .. من جنسيات العالم كله ، وحدهم الشر وكانت وجهتهم إلينا إلى سورية بعضهم سحق تحت أقدام بواسل جيشنا البطل ، وآخرون فروا مذعورين ، عائدين من حيث أتوا ورضعوا لبن الفكر الارهابي وبالوقت نفسه ثمة شبكات ارهابية تعمل في الحاضنة الغربية لتجنيد ارهابيين وتسفيرهم إلى ساحة القتال في سورية ، تنظيم جبهة النصرة ينتظرهم ، والقاعدة تدفع بهم ومال الخليج يغريهم ، إسبانيا التي سارعت إلى الاعلان عن تفكيك شبكة مرتبطة بالقاعدة تعمل على تجنيد الارهابيين وارسالهم إلى سورية ، وبالتأكيد ليست الخلية الوحيدة في الغرب أبداً ، فالذين نذروا كل مقدراتهم لتزويد الارهاب بالمال والسلاح وحمايته دبلوماسياً ، هم حاضنة حقيقية لهذا الارهاب ، رغبوا بذلك أم لا ..أرادوا أم لم يريدوا ، ولعلنا مغدورون إذ نكرر المثل العربي القائل : طباخ السم يذوقه .. والإرهاب نبتة شيطانية فروعها حيث تستطيع أن تصل ، وهذه حقيقة يعرفها الغرب الذي يدعي أنه يحارب الارهاب ، ولكن لا بأس أن يذكرهم بذلك الرئيس الروسي : بوتين ويقرع ناقوس الخطر محذراً إياهم مما يجري ويريدون له أن المزيد من الوقود. تزويد بالسلاح ودعم مادي ومعنوي ..‏

الغرب الذي طرق أبوابه ذات يوم أمويون من هنا مروا من دمشق من ياسمينها ، وجوريها وعنفوانها، وحملوا إليه الأدب والشعر والفلسفة والحضارة ، تركوا أروع الأوابد ، ما زالت شاهداً على أنهم لم يكونوا إلا رواد عطاء .. عبد الرحمن الداخل (صقر دمشق ) لا قريش فقد هانت قريش حمل معه نخلة وغرسها في الاندلس ، وحيداِ عبر إليها وأقام وبنى وترك إرثاً حضارياً .. وحدهم الذين عبروا من الشام من ألقها بنو الأمجاد .. لم يقدموا السواطير ، عبدالرحمن الداخل ليس الظواهري ولا العريفي ، ولا شيوخ الفتنة الذين يفتون من أراضيهم، من هنا عبر الورد والبناء وقرطبة شاهدة ، كل شيء شاهد عندكم ، والعابرون الذين تربوا في أحضانكم وأردتم تصديرهم إلينا هم حملة السواطير .. خذوهم بضاعتكم ردت إليكم وما أسوأها .‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية