|
البقعة الساخنة بالأمس تتالت الأخبار من دول الغرب صراحة وعلانية بعد أن طفح الكيل ولم يعد بالإمكان التستر عليها أو إخفاؤها .. خوف وقلق غربي من عودة الارهاب والارهابيين الى حيث كانت انطلاقتهم الأولى. الخوف مبرر ومشروع وليس من فراغ أبداً ، قائم على حقائق ووقائع لسنا نحن من أعلن عنها بل الغربيون هم من رآها على الواقع لمسوها قولاً وفعلاً وسيرون الكثير مما يدل عليها ، وما رأوه ليس إلا البدايات . ارهابيون من أصول بلجيكية ، هولندية نمساوية ، بريطانية ، ايطالية ، وأميركيون ، شيشان ، أفارقة ، أفغان .. من جنسيات العالم كله ، وحدهم الشر وكانت وجهتهم إلينا إلى سورية بعضهم سحق تحت أقدام بواسل جيشنا البطل ، وآخرون فروا مذعورين ، عائدين من حيث أتوا ورضعوا لبن الفكر الارهابي وبالوقت نفسه ثمة شبكات ارهابية تعمل في الحاضنة الغربية لتجنيد ارهابيين وتسفيرهم إلى ساحة القتال في سورية ، تنظيم جبهة النصرة ينتظرهم ، والقاعدة تدفع بهم ومال الخليج يغريهم ، إسبانيا التي سارعت إلى الاعلان عن تفكيك شبكة مرتبطة بالقاعدة تعمل على تجنيد الارهابيين وارسالهم إلى سورية ، وبالتأكيد ليست الخلية الوحيدة في الغرب أبداً ، فالذين نذروا كل مقدراتهم لتزويد الارهاب بالمال والسلاح وحمايته دبلوماسياً ، هم حاضنة حقيقية لهذا الارهاب ، رغبوا بذلك أم لا ..أرادوا أم لم يريدوا ، ولعلنا مغدورون إذ نكرر المثل العربي القائل : طباخ السم يذوقه .. والإرهاب نبتة شيطانية فروعها حيث تستطيع أن تصل ، وهذه حقيقة يعرفها الغرب الذي يدعي أنه يحارب الارهاب ، ولكن لا بأس أن يذكرهم بذلك الرئيس الروسي : بوتين ويقرع ناقوس الخطر محذراً إياهم مما يجري ويريدون له أن المزيد من الوقود. تزويد بالسلاح ودعم مادي ومعنوي .. الغرب الذي طرق أبوابه ذات يوم أمويون من هنا مروا من دمشق من ياسمينها ، وجوريها وعنفوانها، وحملوا إليه الأدب والشعر والفلسفة والحضارة ، تركوا أروع الأوابد ، ما زالت شاهداً على أنهم لم يكونوا إلا رواد عطاء .. عبد الرحمن الداخل (صقر دمشق ) لا قريش فقد هانت قريش حمل معه نخلة وغرسها في الاندلس ، وحيداِ عبر إليها وأقام وبنى وترك إرثاً حضارياً .. وحدهم الذين عبروا من الشام من ألقها بنو الأمجاد .. لم يقدموا السواطير ، عبدالرحمن الداخل ليس الظواهري ولا العريفي ، ولا شيوخ الفتنة الذين يفتون من أراضيهم، من هنا عبر الورد والبناء وقرطبة شاهدة ، كل شيء شاهد عندكم ، والعابرون الذين تربوا في أحضانكم وأردتم تصديرهم إلينا هم حملة السواطير .. خذوهم بضاعتكم ردت إليكم وما أسوأها . |
|