تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرغبــــة ببنــاء المســتقبل

شباب
الأحد 23-6-2013
غـــانــم مــحــمــد

بإمكانك أن تبني مستقبلاً باهراً على ضوء شمعة شرط أن تمتلك الرغبة ببناء هذا المستقبل وأن تعرف كيف توظّف الأدوات المتوفرة بأقصى طاقتها وفعاليتها، وبالطبع ستكون بحاجة لـ»دفشة» ممن هم حولك..

التفاؤل كان عنوان المرحلة الفائتة في حياة أبنائنا الشباب ممن قدموا امتحانات الثانوية العامة بكافة فروعها على الرغم من بعض ملاحظاتهم على تفاصيل اختلفت حدة إزعاجها من شخص لآخر بينهم، ومردّ هذا التفاؤل هو أن القسم الأكبر خرج من تحت الضغط لوجود دورة تكميلية يستطيع أن يحسّن فيها الطالب درجاته في ثلاث مواد إن رغب بذلك، وبعد أن أعلنت وزارة التربية موعد هذه الدورة في الحادي والعشرين من تموز القادم استبشر هؤلاء الطلاب خيراً لسببين، الأول هو أن النتيجة ستصدر قبل هذا التاريخ بنحو أسبوع على الأقل وبالتالي لن يطول قلقهم وانتظارهم، والسبب الثاني هو أنه وخلال شهر تقريباً على نهاية الامتحانات تختزن ذاكرتهم بما حفظوه أثناء المراجعة وبالتالي فإن العودة إلى دورة تكميلية لن تكون صعبة وتكفي عملية التذكّر لدخول امتحاناتها دون مزيد من التعب في فترة يفترض أنها للراحة واللهو والترويح عن النفس..‏

ما تقدّم هو خلاصة ما خرجنا به بعد أن قضينا بعض الوقت مع أكثر من ثلاثين طالباً وطالبة بعد ساعة واحدة من امتحان مادة الكيمياء يوم الثلاثاء الماضي حيث قررت هذه المجموعة الاستلقاء بأحضان الطبيعة في جلسة فرفشة وإفصاح متبادل بينهم حول المواد التي سيعيدها كل منهم..‏

المجموعة التي عايشناها في ذلك اليوم كلها من المتفوقين والمتفوقات، وللإعادة لدى هذه المجموعة اتجاه واحد وهو تحسين العلامات، ولهذا وجدنا عناصرها على هذه الدرجة من الراحة النفسية وعدم القلق بالنسبة للإعادة لكن هناك فريق آخر سيعيد من أجل النجاح، وهذا الفريق قد يجد نفسه مضغوطاً بعض الشيء لكن يفترض أن يتعامل بجدية أكبر مع موضوع الإعادة كما قال لنا والد أحد الطلاب الذي يخشى رسوب ابنه ولهذا السبب بدأ من اليوم التالي للامتحان بالدراسة من جديد للمواد التي يتوقع الرسوب بها، فالتعب بضعة أيام على حدّ تعبيره أفضل من ضياع سنة كاملة من العمر، والقاسم المشترك بين الجميع هو الاتفاق على أن الدورة التكميلية مكرمة مهمة تستحق التقدير والامتنان، ومع هذا الحديث عن الدورة التكميلية حضر الحديث عن التصحيح وما بدؤوا يتناقلونه فيما بينهم على أن سلّم التصحيح وتوزيع العلامات قد يكون صعباً وقد يفاجأون بعلامات أقلّ مما يتوقعون ويتمنون أن تصدر أي إشارة من وزارة التربية تبدد مخاوفهم في هذا الجانب..‏

في السياق ذاته، سيكون بإمكان أبنائنا من تلاميذ الصف التاسع ممن لم تساعدهم الظروف على التقدم للامتحانات في موعدها السابق أن يتقدموا لامتحانات الدورة الثانية «الاستثنائية» نهاية حزيران الحالي وقد ابدت وزارة التربية كل مرونة وإيجابية في هذا الموضوع وهي التفاتة تستحق الشكر عليها أيضاً..‏

بإمكاننا أن نفرح لأننا أبناء سورية وبإمكان سورية أن تعتز لأننا أبناؤها وباللوحة السورية الفريدة نستطيع أن نواجه أي عدو وأي مشكلة..‏

صبايا وشباب من أجمل ما يكون تقرأ في عيونهم كل الثقة بالمستقبل وتستنبط من تفاصيل أحاديثهم أجمل اللوحات الوطنية المفعمة إرادة وحياة وشعور بالمسؤولية، وبمثلهم تتجدد حياتنا ويتدفق الفرح في شرايين أيامنا متمنين للجميع النجاح والتفوق والانتقال إلى الحياة الجامعية على أجنحة الأمل المتوثّب..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية