|
منوعات
من ريفنا الساحر تطلّ علينا إحدى الجدات وهي تعزف بأناملها على قصب القمح وهو مطواع بين يديها التي تناغمت مع طراوة القصب لتشكّل لوحة فنية رائعة من أطباق وجمجوم وما إلى ذلك من تراثنا الجميل الذي ما زال معظم بيوتنا الريفية تحتفظ بها وتعتز بوجودها بين مقتنياتها .
اللباس يتماهى مع اللوحة ... التنورة والشال يعطيان سحراً أخاذاً للصورة ، والوجه الذي يخبّئ سحر ابتسامة خجلى توارت وراء أنة عتابا وآه ميجانا وردّة أبو الزلف ناهيك بالدلعونة واللالا ليفرش المكان مائدة الفرح والجمال على أريكة السندس الأخضر الذي يضفي لمساته على قرانا الممتشقة البهاء من خصر الوادي وكتف الجبل . ويستدير القصب أقواسا ودوائر مرصوفة ، كل في مكانه وبين ألوانه الزاهية المتناغمة في لوحتها والعرائش والبيدر والطيور حاضرة في لوحتنا وفي الليل ينضم إليها ضوء القمر وتسري الضحكات من بين عناقيد الكرم . بوركت أناملك أيتها الجدة الرائعة فكم أعدتنا إلى أيام نحنّ لها ... وما أحيلاك يا بلدي وما أبهاك يا ضيعتنا . |
|