|
صفحة أولى يرمي اردوغان بسهم «مكافحة الارهاب» بعيدا عن الهدف.. فيطلقه الى حيث يثير اكبر كم ممكن من الضجة.. ليرسم على نتائج ما يثيره من زوابع لا تتعدى كونها في فنجان، ملامح مرحلة سياسية جديدة يستعيد فيها بقايا «أمجاد» كان يتوهم فيها انه السلطان الجديد للدولة العثمانية الجديدة. «التكويعة» اللافتة في سياسة اردوغان ازاء «محاربة» داعش بعد أكثر من اربعة أعوام- عمر العدوان الارهابي على سورية- يضعنا بحقيقة نيات اردوغان، ومن باب ترف التخمين أمام احتمالات ثلاثة في قراءة لسياسة وأفعال «العدالة والتنمية» الراهنة. أولاً.. أن يكون اردوغان وطغمته الحاكمة قد ادركت فعلا مدى الخطر الارهابي المحدق بها، فقررت محاربته قبل ان ينال منها مقتلا، وهي المدركة بحقيقة ما تعج بها الاراضي التركية من اعداد الارهابيين وجنسياتهم ، حيث كانت الحاضن والداعم لهم، وهي ادرى بشعابها، وما يحاك من مخططات تآمرية ارهابية ضد سورية. ثانياً.. أن تكون الولايات المتحدة الاميركية قد نجحت فعلا في توريط «العدالة والتنمية» وجره الى مذبحه.. فيعمل الحزب والجيش التركي الى التورط أكثر في سورية، بعد الانتشاء من نجاح ضربة هنا واخرى هناك سواء على «داعش» أو «العمال الكردستاني» فيتورط أكثر في الذهاب الى عمل عسكري بري،أو التمادي في استهداف مناطق في سورية سواء للجيش العربي السوري او غيرها تكون جميعها ضمن حزام الخطوط الحمراء، التي تحدثت كل من روسيا وايران عنها، وأكدتا مرارا وتكرارا انهما لن يسمحا لأحد بتجاوزها، وهنا يكون مقتل اردوغان وحزبه، فيكونا كبش فداء. ثالثاً.. وهو ما بدت معالمه بالارتسام على ارض الواقع، أن يأخذ «العدالة والتنمية» ذريعة محاربة «داعش»، هدفا لتضخيم الوضع الامني في تركيا جراء خسارته في الانتخابات البرلمانية، والغمز من قناة منافسيه، ليبدأ في رسم فضاءات جديدة اقلها اجراء انتخابات برلمانية مبكرة.. وهو ما بدأت ملامحه ترتسم في الاجواء التركية. ينتفض اردوغان.. فيستهدف «الكردستاني» احد أعداء «داعش»، ويمد «النصرة» و«جيش الفتح» بكل أدوات الارهاب.. ويتدخل الاسرائيلي سافرا.. فتتضح الصورة أكثر وأكثر.. أن الارهابيين في مأزق لا يحسدون عليه.. وبأن الجيش العربي السوري يحصد المزيد من الانتصارات.. ومناطق درعا، وريف ادلب.. والحسكة جميعها تتحدث، وتروي تفاصيل انتصارات .. لن يستطيع التركي الاردوغاني.. ولا الاسرائيلي التشويش عليها.. أو الحد من عزيمة الجندي العربي السوري، ليسير قدما الى حيث مبتغاه.. النصر على الارهاب.. وصون قدسية وطهارة تراب الوطن. |
|