تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نوادر الشاعر الحيص

استراحة الأسبوع
الجمعة 28/11/ 2008 م
استغاثة كلب

خرج حيص بيص ليلة من دار الوزير شرف الدين أبي الحسن علي بن طراد الزينبي, فنبح عليه جرو كلب وكان متقلداً سيفاً,‏

فوكزه بعقِب السيف فمات, فبلغ ذلك ابن القطان, فنظم أبياتا وضمنها بيتين لبعض العرب قتل أخوه ابناً له, وعمل الأبيات في ورقة وعلقها في عنق كلبة لها جراء, ورتب معها من طردها وأولادها إلى باب دار الوزير كالمستغيثة, فأُخذت الورقة من عنقها وعرضت على الوزير فإذا فيها:‏

يا أهل بغداد إن الحيص بيص أتى بفِعلة أكسبته الخزي في البلد‏

هو الجبان الذي أبدى تشاجعه على جُريٍ ضعيفِ البطش والجَلَد‏

فكتمها له الحيص إلى مناسبة قادمة.‏

***‏

لهما ثالث‏

دخل الشاعر ابن القطان على الوزير الزينبي وعنده الحيص فقال: قد عملت بيتين ولا يمكن أن يعمل لهما ثالث, لأنني قد استوفيت المعنى فيهما.‏

فقال له الوزير: هاتهما فأنشده:‏

زار الخيالُ نحيلاً مثل مرسله فما شفاني منه الضم والقبل‏

ما زارني قط إلا كي يوافقني على الرقاد فينفيه ويرتحل‏

فالتفت الوزير إلى الحيص فقال له: ما تقول في دعواه?‏

فوقف الحيص بيص لحظة ثم أنشد: وما درى أن نومي حيلة نصبت لطيفه حين أعيا اليقظة الحيلُ‏

فاستحسن الوزير وكافأه.‏

***‏

شياف آبار‏

كان من المعروف عن الحيص تقعره في اللغة وقد رمدت عيناه يوما فأرسل إلى الطبيب أمين الدولة بن التلميذ يطلب دواء سماه ( شياف آبار) وكتب إليه و تحتاج هذه الكلمات إلى العودة لقواميس اللغة لمعرفة معناها يقول الحيص في طلبه:‏

أزكنك أيها الطَب اللَب الآسي النطاسي النفيس النقريس أرجنت عندك أم خَنَوَّر, وسكعت عنك أم هوبر إني مستأخذ شعر في حنادري رطسا ليس كلسب شبوة, ولا كنخر المِنصحة, ولا كنكز الخُضب, بل كسفح الزخيخ, فأنا من التباشير إلى الغباشير لا أعرف ابن سمير من ابن جمير.‏

***‏

قطاة‏

حضر ابن الفضل ليلة مع الحيص بيص على السماط عند الوزير في شهر رمضان, فأخذ ابن الفضل قطاة مشوية, وقدمها إلى الحيص بيص, فقال الحيص بيص للوزير: يا مولانا هذا الرجل يؤذيني, فقال الوزير: كيف ذلك?‏

قال: لأنه يشير إلى قول الشاعر:‏

تميمٌ بطُرُق اللؤم أهدى من القطا ولو سلكت سُبُلَ المكارم ضَلّتِ‏

فضحك الوزير وعرف فطنة الحيص.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية