تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


... فتش عن اللوبي الصهيوني

شؤون سياسية
الجمعة 28/11/ 2008 م
علي سواحة

أصابع الاتهام التي أشير من خلالها ليهود أمريكا و(اسرائيل) لأكثر من أزمة عالمية سواء في الشأنين المالي أم الاقتصادي أم في شؤون أخرى لافتعال حروب وشن عمليات عسكرية ضد هذا البلد أو ذاك أو لمساندة أقليات فيها بغية تغذية روح الفتنة والاقتتال الداخلي,

اتهامات لم تأت من فراغ أو من قبيل التجني طالما أن سجلهم الإجرامي شاهد حي على سلوكهم الذي مازالوا يتوارثونه باجتهاد كبير كي يبقوا حسب زعمهم أصحاب السلطة والنفوذ والقرار.‏

ففي الأزمة المالية الحالية التي مازالت دول العالم تدفع ثمنها ولو بنسب متفاوتة ولبعد حين طويل هاهو اللوبي اليهودي في أمريكا و(اسرائيل) يسارع هذه الأيام للتصدي لأصابع الاتهام التي أشيرت إليهم من داخل الوسط الأوروبي والأمريكي لتبرئة أنفسهم وإظهارهم بمظهر المتضرر بهذه الأزمة وليس العكس.‏

في مقدمة تلك المنظمات اليهودية الأمريكية منظمة يطلق عليها /عصبة مكافحة التشهير/ وهي أقدم منظمة أمريكية يهودية تأسست قبل نحو مئة عام ونجحت في العشرين سنة الماضية باستصدار العديد من القوانين في دول الغرب عموماً بتحريم مجرد أي كلام ضد اليهود, وكان أول من لبى طلبها الولايات المتحدة.‏

هذه المنظمة وقبل شهر بدأت بشن حملة مضادة للدفاع عما وجه إلى اليهود من أصابع اتهام بأنهم وراء أزمة المال العالمية وبأنهم المستفيدون الوحيدون منها, واستخدمت هذه المنظمة مختلف الوسائل المتاحة لديها حتى شبكات الانترنت ضد كل من يحاول توجيه الاتهام لليهود أو لاسرائيل من أي زاوية كانت.‏

وعقد لهذه الغاية مدير تلك المنظمة ويدعى /ابراهام فوكسمان/ عقد عدة مؤتمرات بهدف تبرئة اليهود و(اسرائيل) ما أصاب النظام المالي الرأسمالي ومن يدور في فلكه. لكن المسألة لم تكن بحجم البساطة التي صورها فوكسمان وغيره من منظمات يهودية أخرى وخاصة أن هذه الأزمة هي أول أزمة من نوعها وبدرجة شدتها, ورغم ذلك فمازالت اسرائيل هي الوحيدة عالمياً وإلى اليوم التي بقيت خارج دائرة التأثيرات عليها باعتراف ساستها. وعلى افتراض أنها تأثرت بالأزمة ففاتورة التعويض جاهزة أمريكياً لكن من أي مال فهذا ليس بالمهم حتى ولو كان المال عربياً.‏

لكن الملاحظ على خلفيات الأزمة المالية الحالية هي أن المدافعين عن دور اليهود الأمريكيين في هذه الأزمة هم الأحرص على نفي أوجه الشبه بين هذه الأزمة وأزمة عام 1929 والتي وصلت وقتها حد توجيه الاتهامات إلى اليهود على أنهم المسيطرون فعلاً على قرارات الحكومة الأمريكية وعلى تمويلها كجزء من النظام العالمي اليهودي والتي سارعت أسرة روتشيلد الصهيوني وقتذاك بتقديم العون للحكومة الأمريكية مقابل شروط توصلت من خلالها إلى السيطرة على مقدرات الولايات المتحدة ومواقع قرارها السياسي والاقتصادي وحتى الانتخابي. واليوم مؤسسة )ليمان براذرز( تمارس نفس الدور الذي بدأ أفراد أسرة روتشيلد الذين عرفوا كيف يحافظون على مركزهم المالي على مدى قرن من الزمن.‏

كذلك يهود أمريكا يحاولون جاهدين إلى اليوم التقليل من شأن الأزمة المالية مقارنة بما حدث عام 1929 في الولايات المتحدة وهذا ماتحدثت عنه صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية في أكثر من مقال بدأتها في 28/9/2008 بمقال تحت عنوان: أزمة اليوم ليست أزمة /1929/ قالت فيه: في عام 1929 - 28 تشرين أول هبطت أسهم سوق الأوراق المالية في نيويورك بنسبة 13 بالمئة, وعندما انتهى التدهور في عام 1932 كانت الأسهم قد خفضت تسعين بالمئة من قيمتها وهذا كله ورغم كارثيته لم يبلغ ماأصاب الاقتصاد العالمي ونظامه المالي ذاك الحجم الكارثي في أزمة اليوم أزمة عام 2008.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية