تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل نحسن توظيف هذه الوسيلة تربوياً..?

مجتمع
الجمعة 28/11/ 2008 م
ˆغيداء سلطان

لقد حاز التلفزيون على جزء كبير من وقت الأطفال وانتسب كضيف خفيف الظل إلى الأسرة, فبعد أن كان الأطفال ينامون وهم يصغون باهتمام شديد إلى حكايات الجدة والقصص

التي ترويها الأمهات صاروا ينامون وهم يشاهدون برامج التلفزيون ومما لاشك فيه أنه تنازل عن طيب خاطر من قبل الأبوين عن أدوارهما التربوية والتوجيهية والتعليمية لمصلحة التلفزيون ليؤدي دوره في نقل المعارف والعلوم والخبرات, ويقوم بالأدوار التربوية عبر ما يعرض للطفل بقالب مثير وجذاب وخلق الشعور بالأمان من خلال الافكار المألوفة التي يقدمها عبر الكثير من برامجه, كما أن هذه البرامج بتغيرها وتعددها تقدم الإثارة للطفل وتوفر ميداناً للهروب من المتطلبات اليومية إلى عالم الفكاهة والبريق والرومانسية وتسمح للطفل أن يتمثل العديد من الشخصيات البطولية التي يشاهدها.‏

وتلعب الرسوم المتحركة دوراً مهماً في تكوين شخصية الطفل وتحتل مكانة مرموقة في نفسه, لأنها تقدم المعلومات في قالب قصة جذابة أو حكاية مثيرة تجري مجرياتها في عالم طالما سأل عنه وتوالدت لديه الرغبة في الاطلاع عليه ومشاهدته, ولأفلام الكرتون سحر خاص وجاذبية فائقة تشد الكبير والصغير بما فيها من حيوية وأناقة في الرسم والحركة وسعة في الخيال مستمدة عناصرها الأساسية من واقع الإنسان والحيوان والجماد في حركة ساحرة فيها شيء من الخروج عن مألوف الطفل وحريتها الواسعة في التعبير ومقدرتها على تصوير الأحداث التي يتعذر تصويرها في أفلام الشخصية, ما يجعلها مرشحة لتأدية دور فعال في صياغة الملامح التربوية لشخصية الطفل الذي يتفاعل مع هذه الأفلام إلى حد التقليد ووسيلة لزرع مفاهيم وغرس قيم اجتماعية.‏

شام الرياحي طالبة من الصف الرابع الابتدائي تقول: نعم إن برامج الأطفال تقدم فوائد تربوية وأنا أحب كثيراً المسلسلات والبرامج الإنسانية كتقديم المساعدة للضعيف ونجدة الملهوف, كما أحب كثيراً أغاني الأطفال وأحفظها وأحب متابعة برامج المواهب والمسابقات التي أجد فيها الكثير من الفائدة والمعلومات الجديدة وأحب الأفلام ذات الطابع الديني (قصص الانبياء) والأفلام الكرتونية باللغة الانكليزية إذ إنها تقوي لغتي ومتابعتي للتلفاز لا تلهيني عن دراستي أو القيام بواجباتي, فأنا أوفق بين الدراسة ومشاهدة التلفزيون أما أختي الصغرى فإنها لا تستطيع التوفيق بين دراستها ومتابعة برامج التلفزيون إلا إذا طلبت أمي منها ذلك فبدلاً من أن تكتفي بمتابعة /توم وجيري/ أو مسلسل /سالي/ وبسب البث المتواصل فإنها تلحقها بمسلسلات وأوقات إضافية (الجاسوسات والسندباد) وتنسى نفسها عندما تجلس أمام شاشة التلفزيون وهي بحاجة دائمة إلى من ينبهها بأن وقت الاستراحة قد انتهى ويجب عليها أن تبدأ بكتابة واجباتها المدرسية أو أن ساعة النوم قد حانت.‏

ويرى الأستاذ سليم بركات معلم لغة انكليزية أن التلفزيون بشكل عام له سلبياته وايجابياته وهذا أيضاً ينطبق على البرامج المخصصة للأطفال والمطلوب منا نحن الأهل أن نكون واعين لأطفالنا وأن نحدد لهم الوقت المناسب لمتابعة هذه البرامج إذ إن هذه البرامج تبث بشكل مكثف وهناك قنوات مخصصة للأطفال تبث برامجها على مدار ال 24 ساعة والمؤسف له حقيقة أن بعض العائلات لاتنتبه لهذا الموضوع وتترك أطفالها يتابعون البرامج بشكل عشوائي وهذا سيعلم الطفل عدم الانتظام والترتيب بطريقة غير مباشرة وبالتالي سينعكس سلباً على تفكيره وشخصيته, أما في حال تنظيم هذه العملية ومراقبتها (المشاهدة) سنرى نتائج إيجابية لأننا نحن جزء من العالم والطفل بالتأكيد سيكون جزءاً من هذا العالم الآن وفي المستقبل وسيتأثر.‏

وأحب أن الفت الانتباه إلى البرامج التي تبث باللغة الانكليزية وبرأيي إنها مهمة جداً وتقوي لغتهم وأنا أشجع أطفالي على متابعتها.‏

- توضح المرشدة النفسية ثراء ونوس:‏

لقد أصبح التلفزيون من أهم مصادر الخبرة والمعرفة في حياة الطفل وهناك برامج تعتبر وسيلةتربوية هادفة إلى حدما ومن الواضح أن التربية بعد انتشار التلفزيون أخذت بعداً جديداً فلم تعد العملية التربوية تجري حصراً في المباني الرسمية ولم تنته عند حدود أسوارها فقد أصبحت وسائل الإعلام عامة والتلفزيون خاصة تشكل مدرسة موازية في نقل المعارف والعلوم ولكن على الأهل مراعاة مسألة هامة وهي توجيه الأطفال لمتابعة البرامج حسب المستوى المعرفي لدى الأطفال بالإضافة إلى مراعاة الأهل للوقت فلا تكون متابعة الأطفال لبرامج التلفزيون على حساب تحصيلهم الدراسي والقيام بواجباتهم اليومية, وهناك نقطة هامة وهي أن بعض البرامج التعليمية عبر الشاشات تقدم بأسلوب مختلف عما يتلقاه الطالب في المدرسة فيفاجأ التلميذ ويرتبك وهناك بعض الإعلانات التي يعرضها التلفاز وتعتبر وسيلة ارشادية للأولاد كهدر الماء والكهرباء والغاز والنظافة..الخ بالإضافة إلى بعض البرامج التي تقدم مواهب معينة وهي تعتبر من البرامج الهادفة والمشجعة.‏

إن الهدف الأساسي للتلفزيون في اعتقادي بالإضافة إلى بث البرامج الترفيهية هو العمل على تربية وتعليم وتثقيف المجتمع, والتلفزيون يزخر بالكفاءات والخبرات القادرة على تحقيق هذا الهدف كما أنها وحدها القادرة على تقرير نوعية البرامج الملائمة لتحقيق أقصى درجات المنفعة للمجتمع وأبنائه ولكن على جميع هؤلاء أن يظلوا واعين لحقيقة أن الأهداف والمرامي الرئيسية للتلفزيون تنحصر في تعليم وتربية وتثقيف و أبناء الشعب كافة إضافة إلى إسعادهم جميعاً ليتمكنوا من تقدير وتذوق النواحي الجمالية في الحياة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية