|
شؤون سياسية فإسرائيل التي تمارس سياسة العقاب الجماعي والحصار والتجويع على أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني منذ قرابة ثلاث سنوات تستطيع أن تستمر بذلك لأنها تملك السيطرة المطلقة على المعابر وتضغط بكل ثقلها ومعها الولايات المتحدة الأميركية لإحكام إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر فضلاً عن تحكمها بالوقود والغاز والكهرباء. إذاً فقافلة المساعدات الانسانية وغيرها من القوافل التي يمكن أن تصل الى القطاع, بالرغم من أهميتها لا يمكن أن تشكل حلاً دائماً لما يكابده الفلسطينيون حالياً ومستقبلاً ما لم تتخذ إجراءات عملية وسريعة على أرض الواقع من خلال موقف عربي موحد يعمل باتجاهين متوازيين. الأول: فتح معبر رفح الحدودي مع مصر بشكل سريع ودائم والسماح للمساعدات الغذائية والدوائية وباقي السلع بالعبور الى القطاع بالاضافة الى تأمين عبور الفلسطينيين وخاصة المرضى منهم لتلقي العلاج والدواء سواء في الدول العربية أو الأجنبية. والثاني: العمل مع المجتمع الدولي بصورة مكثفة وفعلية لإجبار إسرائيل على فتح المعابر التي تحتلها وتسيطر عليها لتأمين دخول المواد الأساسية والضرورية للحياة وعلى رأسها الوقود لما له من أثر كبير على جميع مناحي الحياة الفلسطينية وعدم السماح بإغراق غزة في الظلام مجدداً. إن إسرائيل ما كانت لتجرؤ على القيام بما تقوم به حالياً لولا إدراكها بأنها لن تدفع ثمناً لتعنتها وممارستها العنصرية بسبب تجاهل العالم لما يجري في غزة بشكل عام وضعف الموقف العربي المؤثر على وجه الخصوص ولذلك فإنه يجب على العرب ومنذ الآن اتخاذ موقف حازم يفهم منه العدو الاسرائيلي أن الاستمرار في مثل هذه الأفعال أصبح خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه أو التغاضي عنه. |
|