تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فاصل.. وأواصل

معاً على الطريق
الجمعة 28/11/ 2008 م
قمر كيلاني

دأبت منذ مطلع هذا العام.. عام دمشق عاصمة ثقافية أن أواصل زواياي عنها مثل أوراق الشجر.. أو مثل رشات المطر.. لكنني أخذت هذا الفاصل قبل أن أواصل.. عندما حملت غصنا من نار.. وزهرة قطفت من الأعمار وهي قضية حق العودة والقدس..فمن حق العودة أنفذ إلى القدس.

ويسمو المسجد الأقصى حتى يظلل كل القدس.. أخرج من مدينتي الحبيبة لأصل إلى البقعة المهيبة.. بقعة القداسة التي رسخت على التاريخ بأنها عربية عربية منذ العهدة العمرية حتى هذه المواقف السورية التي ترفع صوتها للعالم كله بالحق الإلهي للوطن المفدى الذي يتم الاعتداء عليه كل يوم.. ويقتطع من أجزائه وأوصاله كل يوم.‏

وكأنني بدمشق وهي تنتهي من موسمها كعاصمة ثقافية تسلم الراية إلى القدس التي ستكون عام 2009 عاصمة ثقافية.. ومع هذه الراية تمد دمشق نظيرتها القدس كعاصمة بدفق الشرايين من الحب والالتزام.. وبنبض الحنين إلى شوارعها المقفرة من أصحابها ومواطنيها.. وإلى مساجدها وكنائسها التي تقطر جدرانها بالحزن والألم.‏

يا قدس.. أيتها المدينة التي سكنت قلوب العرب من مسيحيين ومسلمين منذ دهور على مر السنين لعلك تسمعيننا.. لعلك تراقبيننا.. ها هو الغضب يتحرك كموج البحار.. وها هي الأصوات ترتفع بالتنديد والاستنكار.. وها هم الأطفال في بلاد عربية وإسلامية يحملون الشموع في الليالي المظلمة لا لينيروا طريقهم بل ليعبّروا عن مشاعرهم.. وها هم المخلصون لك يمدون أيديهم نحو غزة موطن العزة العضو السليم في الجسم السقيم وها هم شبانك وشاباتك في أكثر العواصم العربية يملؤون الدنيا صراخا واحتجاجا وكأنما يهيئون أنفسهم لمقاومة قد تكون رصيدا لهم في مستقبلهم سواء في السر أم في العلانية.. وسواء أكانت فردية أم جماعية.. وعندما تختلط هذه الأصوات لا نكاد نسمع منها إلا كلمة واحدة هي (فلسطين).‏

فمتى يعود أبناؤك إليك يا فلسطين?.. طيورا طالت هجرتها.. وقصص عذاب تجازوت الحد الإنساني في صبرها واحتمالها قبل النفي وبعده.. ولن نقول الشتات لأن من توزعوا في أرجاء العالم لم يقع عليهم عقاب الشتات كما ورد في التوراة وإنما هم الذين اجبروا على الفرار من الدم والموت والدمار.‏

يا قدس.. انتهى وقت الدموع.. وحان وقت الرجوع..الرجوع إلى أرضك المغتصبة بسيف الحقوق المستلبة.. حان وقت أن يرتفع الأذان على مساجدك (الله أكبر).. وأن تقرع أجراس كنائسك بالمحبة والسلام لأنك الأرض التي سطع فيها نور السلام.. وتآخى وتآزر مع الإسلام.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية