ومن حسن حظنا أننا في بلدٍ نفخر بامتلاكه إرثاً ثقافياً قلّ نظيره على المستوى العالمي, ولذلك يحرص دائماً على رعايته وتكريم من أسسوا لهذا الإرث, وقد جرت العادة في السنوات الأخيرة بتكريمهم أحياءً وهي سنة حميدة لاقت استحساناً ورضاً لديهم, وكانت البداية مع الأديب الكبير حنا مينه ثم العلامة عبد الكريم اليافي وغيرهم ممن منحهم السيد الرئيس وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة, ولايزال التكريم مستمراً بتبني وزارة الثقافة لدراساتهم وأبحاثهم ونشرها, وآخرها كان كتاب الموسوعي د. عبد الكريم اليافي, الذي وزع منذ أيام في حفل تأبينه ليكون عربون محبة وتقديراً لعطائه الكبير, وستقوم الوزارة لاحقاً بطبع ونشر مؤلفات أخرى للراحل الكبير ولعدد من الباحثين والأدباء, الأمر الذي يؤكد سعيها للارتقاء بالثقافة ونشرها وتعريف الأجيال الصاعدة بمن ساهموا في بناء تاريخ بلادهم المشرق بترجمتها على أرض الواقع, أنها لفتة أن تكرم العلماء وتحترم العمالقة ولاتنسى فضلهم وجهدهم, وهم بدورهم يستحقون.‏