تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هكذا كانت وستبقى

حدث وتعليق
الجمعة 28/11/ 2008 م
منذر عيد

اصرار سورية على ادراج الحصار الاسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة والمأساة الانسانية التي يعيشها على جدول اعمال وزراء الخارجية العرب ,

وضرورة كسره عربيا, يعكس حجم المسؤولية التي تضطلع بها ازاء القضايا العربية وهاجس الهم العربي لديها.‏

قرار وزراء الخارجية العرب إرسال المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية الى غزة بشكل فوري واستقبال المرضى من الشعب الفلسطيني ,ان كان يشكل خطوة ايجابية الاانها تبقى خطوة غير مكتملة لم ترق الى الطموح الذي تسعى اليه سورية ,وطموح المواطن في غزة .‏

فالوضع في غزة ليس مسألة دواء او طعام فقط ,القضية اشمل وأعم تحتاج في مجملها الى وقفة عربية فاعلة يتحمل كل جانب مسؤولياته تجاهها ,بحيث يقف الجميع على مسافة واحدة من جميع الاطراف والفصائل دونما تحميل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية ما يجري من احداث في فلسطين للوصول بالسفينة الفلسطينية الى بر الامان.‏

جدية الدول العربية في رفع الحيف عن غزة واهلها ,ان كانت عازمة على ذلك ,يستوجب ممارسة كل منها حسب امكاناته ونفوذه لدى الدول الفاعلة وخاصة الولايات المتحدة للضغط على اسرائيل لوقف جرائمها هناك ,كما فعلت سورية بصفتها رئيسة القمة العربية في رسالتها الى الامين العام للامم المتحدة لتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته مما يحدث في غزة ,عوض الاستجداء هنا وهناك ولدى اسرائيل التي وصلت الوقاحة برئيس وزرائها إيهود أولمرت أن يكذب على الملأ بان سكان غزة لا يواجهون أزمة إنسانية, وأن إسرائيل لم تفعل شيئا تخجل منه هناك.‏

اولمرت ما كان ليتجرأ ان يقول ذلك ,أو الايشعر بالخجل لو انه سمع من بعض العرب كلمة استنكار او (عتب) ,أو رأى البعض خجلا من اثارة قضايا تسهم في زيادة الانقسام الفلسطيني في مكان اجتمع فيه العرب لمساندة شعب أعاده الاحتلال الى العصور الحجرية في طرق معيشته ,وما كان ليتجرأ على فعل ذلك لولا الصمت الدولي الذي وصل حد المشاركة في الجريمة اللااخلاقية واللاانسانية.‏

ما فعلته سورية بالامس لجهة مساندة الشعب الفلسطيني كما كان دائماعبر سنوات الصراع مع الاحتلال الاسرائيل ,ليس بالجديد أو المستغرب ,ففلسطين كانت دائما القضية الاولى والمحورية في السياسة السورية ,كما كان التضامن العربي العربي شغلها الشاغل ,وان كان في كثير من الاحيان على حساب مصالحها ,هكذا كانت وكذلك ستبقى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية