تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قدم عرضاً سياسياً لقيادات فروع الجبهة الوطنية..الشرع : إرادة دعاة الحروب الاستباقية كسرت.. سورية لم تفقد البوصلة بمرحلة الأعاصير والأزمات

دمشق
سانا
الصفحة الاولى
الجمعة 28/11/ 2008 م
قدم السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية عرضا سياسيا للمشاركين في الاجتماع الدوري الثامن لقيادات فروع الجبهة الوطنية التقدمية والقيادات السياسية لأحزاب الجبهة امس سلط فيه الضوء على تطورات الأحداث في المنطقة ومواقف سورية منها كما قدم تحليلا للوضع العربي والدولي.

ونقل السيد الشرع حرص السيد الرئيس بشار الأسد على نجاح المشاركين في الوصول إلى الأهداف الوطنية والقومية التي يعملون من أجلها مؤكدا أهمية الكلمات والمداخلات التي تقدم بها ممثلو أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية خلال الاجتماع.‏

وأكد السيد الشرع أن منطقة الشرق الأوسط تمر الآن بمرحلة انتقالية ليس من السهل تحديد آفاقها المستقبلية وقال.. جميعنا يذكر عمليات القتل والتنكيل التي قامت بها إسرائيل منذ عام 2002 انطلاقا من جنين في فلسطين المحتلة ردا على المبادرة العربية للسلام وجميعنا لا يستطيع أن ينسى ما حصل للعراق من غزو وتدمير في عام 2003 وعدوان إسرائيل على لبنان في تموز عام 2006 وتداعيات كل ذلك وانعكاساته المحلية والإقليمية والتي أخضعت لتحليلات ودراسات على مستوى العالم.‏

ومضى نائب رئيس الجمهورية يقول: لقد كانت التضحيات والمعاناة في فلسطين والعراق ولبنان صارخة وبتكاليف باهظة تم دفعها عدا ونقدا وكانت في سورية وفي العديد من الاقطار العربية مؤجلة الدفع وعلى الحساب.‏

واضاف: باختصار شديد لم تكن النتائج حاسمة ونهائية هنا وهناك.. ولكن ماهو مؤكد ان ارادة دعاة الحروب الاستباقية قد كسرت في الشرق الاوسط وفي العالم باسره وهذا هو الاساس الذي لا يجب ان نختلف عليه عربا ومسلمين, اما ما تبقى فهي تفاصيل يمكن التفاهم عليها والتضامن حولها.‏

واردف السيد الشرع قائلا: قبل ان نسارع للاستنتاج بان النظام العالمي الجديد سيكون في اغلب الظن متعدد الاقطاب يتعين علينا ان نتساءل مع المواطن العربي في كل مكان اين النظام العربي الذي يستحق عن جدارة ان يكون محاورا وطرفا في هذا النظام الدولي الجديد مضيفاً: واذا لم تكن الجدارة موجودة وفاعلة اقتصاديا وسياسيا في السياسة العربية فمن الذي سيمنع الدول الكبرى من ان تفرض الحماية والانتداب على دولنا مرة اخرى في القرن الحادي والعشرين كما فعلت في القرن الماضي.‏

واكد السيد الشرع ان ابسط الاختبارات التي يمكن ان تشير ولو تلميحا الى نجاحنا اليوم كعرب هي رفع الحصار عن غزة والشعب الفلسطيني وعدم الخضوع للاملاءات الاجنبية على العراق وعلى غيره من الدول العربية.‏

وقال: اذا لم ننجح كعرب في هذين الامتحانين السهلين حيث النجاح هو بأيدينا وليس بأيدي غيرنا فهذا يعني القبول بان تحاصر الامة العربية مستقبلا بالشروط التي يفرضها اعداؤها.‏

وختم السيد الشرع بالتأكيد على ان سورية لم تفقد البوصلة خلال مرحلة الاعاصير والازمات السابقة ولم يعترها الخوف في اخطر اللحظات واحلك الظروف, مؤكدا ان كل ذلك يسجل باعتزار للشعب السوري وجبهته الوطنية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.‏

بعد ذلك أجاب السيد الشرع على اسئلة واستفسارات المشاركين في الاجتماع مؤكدا ان تطورات الاحداث خلال عام مضى اثبتت مرة اخرى اهمية سورية ودورها في المنطقة وصوابية سياساتها وقراءاتها الدقيقة لمجريات الاحداث فيها.‏

الدردري: زيادة الاستثمار .. مبدأ التشاركية‏

وكان الاجتماع الدوري لقيادات فروع الجبهة الوطنية التقدمية قد استأنف اعماله برئاسة الدكتور سليمان قداح نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية وذلك في مجمع صحارى.‏

واكد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري سعي الحكومة لزيادة الانتاج ورفع نسب النمو وتعزيز مبدأ التشاركية وتوفير المناخ المناسب للاستثمار المحلي والعربي والاجنبي لزيادة الناتج المحلي الاجمالي وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتوفير فرص العمل للشباب.‏

واوضح الدردري ان سياسة الحكومة تقوم على بناء اقتصاد منافس وجاذب للاستثمار يحقق النمو والحماية الاجتماعية وتأسيس منظومة مالية مصرفية تعمل من خلال ضوابط وهيئات تشرف عليها وانها قامت في سبيل ذلك بتطوير عدد من التشريعات والقوانين ليواكب الاقتصاد السوري التطورات التي يشهدها العالم وليكون مقصدا للاستثمار الحقيقي وخاصة في المجالات الانتاجية.‏

وبين الدردري ان الخطط الحالية تهدف إلى توسيع الاستثمار ليشمل مختلف القطاعات الانتاجية وكل المناطق بما يحقق عملية التنمية المستدامة وتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي مشيرا إلى ان سورية عام 2015 تحتاج إلى 1200 مليار ليرة سورية استثمارات لتحقيق نسبة نمو 7 بالمئة وتأمين 200 الف فرصة عمل.‏

تطوير الخدمة المقدمة للمواطنين‏

وكان وزراء المالية والادارة المحلية والبيئة والزراعة والتعليم العالي والصحة والنقل والشؤون الاجتماعية والعمل والكهرباء قد تحدثوا عن واقع العمل في وزاراتهم والخطط المستقبلية الرامية لزيادة الخدمات المقدمة للمواطنين وتوسيعها وتطويرها من خلال تطوير القطاع الزراعي وتأمين مستلزمات نجاحه والتوسع الافقي في قطاع التعليم العالي بهدف استيعاب اكبر عدد ممكن من الطلاب وتحسين جودة مخرجات التعليم العالي وبناء مشاف جديدة وتجهيزها بأحدث التجهيزات الطبية لتأمين الخدمة الطبية الجيدة للمواطنين والاهتمام بقطاع النقل بكافة جوانبه الجوية والبرية والبحرية والسككية من خلال توسيع المطارات والمرافئ البحرية وشبكة الطرق والسكك الحديدية.‏

واكد الوزراء اهتمام الحكومة بتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين وتوسيع البنى التحتية وتامين المياه والصرف الصحي وبناء محطات معالجة لمياه الصرف الصحي للمحافظة على البيئة وسعيها لتحقيق التنمية المتوازنة والشاملة في مختلف المحافظات.‏

حضر الاجتماع عدد من الامناء العامين لاحزاب الجبهة الوطنية التقدمية واعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي.‏

الجلسة الختامية‏

اختتم الاجتماع الدوري الثامن لقيادات فروع الجبهة الوطنية التقدمية أعماله مساء أمس برئاسة الدكتور سليمان قداح نائب رئيس الجبهة حيث تم التركيز على واقع العمل الجبهوي في المحافظات وسبل تطويره.‏

وأكد المشاركون أن الجبهة الوطنية التقدمية شكلت منعطفا مهما في حياة سورية السياسية وعملت على تعزيز منعة الوطن وتطوره وتحصينه لمواجهة المخاطر والتهديدات مشيرين الى ضرورة تحديد معوقات العمل الجبهوي ومواطن الخلل لتجاوزها والحد من اثارها وتحديد عناصر تجديده وآليات تطويره لتحديد مكامن القوة لترسيخها وتعزيزها بما يضمن استمرار الدور الوطني والقومي الفاعل للجبهة.‏

ونوهت المداخلات باهتمام السيد الرئيس بشار الأسد بالجبهة الوطنية التقدمية وتأمين متطلباتها لتقوم بدورها الوطني الفاعل في السياسة والاقتصاد والمجتمع وحرصه على تفعيل دورها في الحياة العامة والانتقال الى ممارسة هذا الدور على نحو يحقق الهدف الاساسي وهو تعزيز الوحدة الوطنية وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين .‏

ودعت المداخلات الى ضرورة تعزيز الحوار والنقاش الهادف وطرح الافكار البناءة وتعميق الثقافة الجبهوية بين القواعد الحزبية وتفعيل نشاط احزاب الجبهة في المحافظات واقامة ندوات فكرية حوارية على مستوى كل فرع من فروع الجبهة.‏

وركزت المداخلات على ضرورة ايجاد الآليات المناسبة لمتابعة التوصيات والاقتراحات الصادرة عن اجتماعات قيادات فروع الجبهة الوطنية التقدمية والتأكيد على تطور القطاع العام بما يعزز دوره في عملية التنمية.‏

وشددت المداخلات على أهمية التصدي للبيروقراطية والفساد ومكافحة البطالة ووضع برامج عمل حقيقية أمام فروع الجبهة واصدار نشرات فكرية تثقيفية وندوات سياسية جماهيرية والتواصل مع القاعدة الشعبية وتعزيز القيم الوطنية والقومية والتركيز على جيل الشباب وتحصينه وايجاد الحلول لمشاكله وافساح المجال للكفاءات لتقوم بدورها في عملية التنمية والنهوض بالوطن.‏

وتحدث الدكتور قداح في ختام أعمال الاجتماعات مؤكدا أهمية المداخلات والطروحات والموضوعات التي قدمها المشاركون والتي تسهم في اغناء العمل الجبهوي وتفعيل دوره في حياة المجتمع لافتا الى أن جميع الطروحات ستلقى الاهتمام اللازم من القيادة المركزية للجبهة ومن الامناء العامين للاحزاب حيث سترفع للجهات المعنية لمتابعتها والعمل على تنفيذها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية