|
ثقافة نتاجه الأخير كان المتصدر في عرضه الحالي لما يمتلك من تأثير فني ملفت جراء أداء متميز وفهم عميق لأسس التجريد، حيث تندرج أعماله هذه في الاتجاه الفني الأكثر تعقيداً والذي يتطلب خلفيات ذهنية ومعرفية واسعة الأطر إضافة للتمكن والخبرات الطويلة المتراكمة. يقع الفنان تحت أسر الأحمر والأسود والترابي الفاتح الملامس للأبيض حتى إنه يجعلها تتجاور وتتداخل فيما بينها في تباين وربط واضح عبر درجات لونية أخرى، منها الأزرق والرمادي، إنما استطاع على الرغم من تجواله في فلك الألوان المحددة تلك أن يعمل بحرية ويبلغ درجات مؤثرة من التعبير والتواصل البصري، فالمساحة الحمراء مشبعة بقيم هذا اللون والتأثيرات المختلفة الأخرى من توشيحات الأسود والأصفر والسماكات الخشنة والمتنوعة الأشكال التي تتوضع لتستقبل لمسات ريشته المتطايرة والصدفوية التي تحلق فوق سطح لوحته. كل ذلك جميل إنما لا يرتقي لمستوى جرأة الفنان «أبو زينة» في اقتحام الأسود والخوض في عمقه وفراغه، هذا الأسود الغارق في الإبهام والغموض والرعب تمكن الفنان من عجنه والتسلل إلى أسراره وتطويعه وإظهار جمالياته وبالفعل فإن اللون في اللوحة المتوسطة الحجم جذب عين المتلقي بشكل ملفت وكانت إلى جانب الخطوط التلقائية التي تعبر عن انفعالات الفنان أثناء العمل أساساً في تحديد الشكل التصميمي الذي لعب دوراً هاماً في التكوين الذي يؤكد حركية سادت هذه الأعمال التجريدية. |
|