|
دين ودنيا ولقد كان إخبار القرآن للمسلمين أن النبي محمداً يجب أن يكون قدوتهم (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة). وحين كان اليهود يأمرون الناس بالجيّد من الأعمال ثم يخالفون هم أنفسهم ما يأمرون به خاطبهم القرآن (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟). وفي الرسالة إلى مؤمني روما ( ولكن إن كنت تدعى يهودياً وتتكل على الشريعة وتفتخر بالله وتميز ما هو الأفضل بسبب ما تعلمته من الشريعة و لك ثقة في نفسك بأنك قائد للعميان, ونور للذين في الظلام, ومؤدب للجهال, ومعلم للأطفال, و لك في الشريعة صورة المعرفة والحق, فأنت إذاً يا من تعلم غيرك ,أما تعلّم نفسك ؟أنت يا من تعظ أن لايسرق أتسرق ؟ أنت يا من تنهى عن الزنى أتزني ؟ أنت يا من تستنكر الأصنام أتسرق الهياكل ؟ الذي يفتخر بالشريعة أتهين الله بمخالفة الشريعة ؟ ). وبينما هو يتكلم طلب إليه أحد الفريسيين أن يتغدى عنده, فدخل بيته واتكأ,ولكن الفريسي تعجب لمّا رأى أنه لم يغتسل قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الفريسيين تنظفون الكأس والصفحة من الخارج ,ولكنكم من الداخل مملوؤون نهباً وخبثاً ). ثم يتابع السيد المسيح توبيخه للفريسيين هؤلاء ومعلمي الشريعة ,عندئذ (تكلم أحد علماء الشريعة قائلاً له : يا معلم إنك بقولك هذا تهيننا نحن أيضاً! فقال : والويل أيضا لكم يا علماء الشريعة, فإنكم تحمّلون الناس أحمالاً مرهقة, وأنتم لا تمسونها بأصبع من أصابعكم). وهكذا فإن المطلوب من الداعي والمبشر أن يكون قدوة للناس ,و إلا فإن الناس سينفضّون من حوله زرافات ووحداناً , وقد قيل : يا أيــها الرجـل المعلـم غيـره هلا لنفســـك كـــان ذا التعليم؟ تصف الدواء لذي السقام وذي الضـــ ـــنى كي ما يصح به وأنت سقيم؟ |
|